الإعجاز العلمي في نومة أهل الكهف
حفل القرآن الكريم بالعديد من صور الإعجاز العلمي ، التي تعد دليلا على عظمة الله و قدرته في وجه الكافرين و المشككين ، و قد كان من بين صور الإعجاز العلمي
سورة الكهف
التي حفلت بالعديد من هذه الصور .
أهل الكهف
قصة أصحاب الكهف واحدة من أهم القصص في
القرآن الكريم
، تلك القصة الغريبة التي حاول العديد من المفسرين تفسير كيفية حدوثها ، كيف لهؤلاء الأشخاص أن يعيشوا كل هذه السنوات بداخل كهف مظلم بلا مأكل أو مشرب و يبقوا على قيد الحياة ، و كيف أنهم لم يكتشف أمرهم ، كلها أمور غامضة تشهد بقدرة الواحد القهار .
نومة أهل الكهف
حاول العديد من المفسرين شرح الطريقة التي نام عليها هؤلاء الأشخاص ، و كيف أن أجسامهم تم الحفاظ عليها من الضرر بهذه الطريقة ، و حتى طريقة تواجدهم في هذا المكان الموحش ، و ثبت بعض الأسباب التي مكنتهم من ذلك و التي شملت ما يلي .
توقيف حاسة السمع
يذكر أن الصوت الخارجي من أهم الأشياء التي تساهم في إيقاظ النائم ، و قد ثبت هذا الأمر في الآية الكريمة في قوله تعالى (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا)الكهف/11 ، و معنى كلمة الضرب هنا هو تعطيل هذه الحاسة ، و كان ذلك لمدة عدد من السنوات ، و هذا الأمر ثبت أنه لا يتم إلا من خلال العصب القحفي ، و ذلك لأن هذه الحاسة هي الحاسة الوحيدة التي تعمل بصورة مستمرة .
تعطيل الجهاز المنشط الشبكي
يقع هذا الجزء في جسم الإنسان في منطقة الجزع الدماغي ، و يرتبط بالعصب القحفي الثامن ، و ينقسم هذا العصب إلى قسمين ، القسم الأول هو المسئول عن حاسة السمع و ، القسم الثاني هو المسئول عن حفظ توازن الجسم من الداخل و الخارج ، و قد قال أحد الباحثين أن استخدام كلمة فضربنا على آذانهم بدلا من ضربنا على أسماعهم هي جملة أكثر شمولية ، حيث تعطي طابع التعطيل لحاسة السمع و كذلك الأجهزة المسئولة عن اليقظة و الوعي ، هذا فضلا عن توقيف كافة المحفزات الخاصة بالإنسان و إدخاله في حالة من التخدير و النوم العميق ، و بالتالي يفقد جميع تفاعلاته الحيوية و كذلك حرارة جسمه .
الحفاظ على أجهزتهم حية
من الوضع الطبيعي مع كل هذه الفترة أن تتلف أجهزة أجسامهم ، و لكن حتى تتمكن أجهزتهم من البقاء على قيد الحياة ، فكان من الواجب أن تعمل على أدنى حد لاستهلاك الطاقة ، و من ثم تتوقف عقارب الزمن بالنسبة لهم و تثبت حرارة أجسامهم ، بل و يتوقفوا عن النمو و هم أحياء .
تعطيل المحفزات الداخلية
من الأشياء التي توقظ النائم بعض المحفزات الداخلية ، و التي تشمل الشعور بالألم أو العطش أو الجوع أو بعض الأحلام المزعجة ، و في هذه الحالة تم التوقف عن كافة هذه المثيرات حتى لا يستيقظوا .
مظاهر الحفاظ على أجسامهم
– حتى تكتمل المعجزة كانوا لابد من أن يقوموا من نومهم بصحة جيدة تماما مثلما ناموا ، و للحفاظ على أجسامهم و صحتهم كان يتم تقليبهم على الأرض ، حتى لا يصابوا بتقرحات الفراش أو التجلطات الدموية ، و هذا ما أثبته الطب التأهيلي الحديث في علاج الأشخاص الغير قادرين على الحركة أو لفاقدي الوعي ، و ذلك اعتمادا على قوله تعالى ( وَتَحْسَبُهُمْ أيقاظاً وَهُمْ رُقودٌ وَنُقلّبُهُمْ ذاتَ اليْمَين وذاتَ الشّمَالِ ) الكهف/18 .
– هذا إلى جانب أن تعرضهم لضوء الشمس بطريقة معتدلة ، كان من شأنه الحفاظ على أجسامهم من التعفن ، هذا فضلا عن إمدادهم بفيتامين د الذي وفر لأجسامهم الحماية الكافية .
– و أخيرا ألقى الله جل و على المهابة في قلوب من يحاول الإطلاع عليهم من أجل حفظ سرهم و إبعاد المؤثرات الخارجية عنهم .