قصة مقولة ” ذهب أمس بما فيه “
ذهب أمس بما فيه، هي مقولة لرجل يدعى ضمضم بن عمرو اليربوعي، قالها حينما سأله الناس عن سبب قتله لابن عمه غر بن ثعلبة اليربوعي، واتخذها الناس من بعده للتعبير عن عدم رغبتهم في النبش في الماضي والأحداث الفائتة خاصةً المؤلمة منها والمحزنة.
قصة مقولة ” ذهب أمس بما فيه ”
كان ضمضم بن عمر اليربوعي أحد العاشقين الذين أضنتهم نار الحب ولوعة الفراق، فقد كان يحب امرأة طالما سعى في التقرب إليها والتوسل إلى كل من حولها حتى ترضى به زوجًا أو خطيبًا فكانت ترفضه في كل مرة فينكب حزينًا على وجهه فهو لا يريد من هذه الدنيا سوى القرب من محبوبته وكان لضمضم ابن عم يسمى “غر بن ثعلبة اليربوعي”، وكان هذا الأخير مغرم هو الآخر بنفس المرأة وكان يعلم من حب ضمضم لها، لكن ضمضم كان لا يعلم من أمر ابن عمه وحبيبته فكان يقابلها سرًا دون علم أحد حتى لا يعلم ضمضم من أمرهما شيء.
وفي أحد الأيام تتبع ضمضم حبيبته حتى يعلم ما وراءها، فوجدها تقابل “غر بن ثعلبة” ابن عمه في الخفاء بعيدًا عن أعين الناس، فاستتر ضمضم بعيدًا حتى يرى ما يدور من أمرهم دون أن يشعروا به وقلبه يتمزق على ما وجده من أمر حبيبته وابن عمه، فوجد ضمضم أن غر ينشد شعرًا ويقول:
قديمًا تواتيني وتأبى نفسها على المرء جواب التنوفة ضمضم
وهو يستهزئ بما كان من أمر ضمضم ورفض المرأة له فاستشاط ضمضم غضبًا وانقض على ابن عمه وضربه بالسيف ضربة واحدة أماته فيها، ثم أنشد قائلًا:
ستعلم أني لست آمن مبغضًا وأنك عنها إن نأيت معزل
وقد أراد ضمضم أن يطفئ نار الغيرة التي أشعلت قلبه عندما رأى حبيبته مع ابن عمه ورأى من استهزاء ابن عمه به ولما سألوه ما حملك على قتل ابن عمك يا ضمضم أجاب: ذهب أمس بما فيه، أي أنه قد أغلق هذه الصفحة من حياته ولن يتكلم فيها أبدًا.
العبرة والحكمة من المقولة:
على كل إنسان أن يترك الماضي وراء ظهره بكل آلامه وجروحه وسقطاته حتى يستطيع أن يعيش الحاضر ويعد للمستقبل، فلو حبس الإنسان نفسه رهينة لذكرياته لما تقدم ولا عاش مستقبله، كذلك لا تترك حياتك معلقة بشخص آخر فالحياة معلقة على رضى الله وحده الذي يهيئ لك الشخص المناسب لتعيش معه حياتك ويساعدك فيها على طاعة الله أما الشخص أو الحبيب الذي تجد في حبه بعد عن طاعة الله وفعل للمعاصي فاعلم أنه حب زائف من همزات
الشيطان
، لذلك يجب على كل منا أن يلزم طاعة الله حتى يوفقه الله لم يعينه على طاعته ويبره في حياته ويكن له رفيق في الحياة.