العمر المناسب لتعليم الأطفال مبدأ الإدخار

تساؤل هام يطرحه الآباء بإستمرار ويتعلق هذا التساؤل بالعمر المناسب الذي يمكن عنده تعليم الأطفال مبدأ الإدخار، حيث يواصل الوالدين التساؤل بشأن عمر طفلهم، هل هذا الوقت مناسب لتعليم الطفل الإدخار؟ هل سيعي الطفل القيمة أو المبدأ الذي يحاول والديه تعليمه إياه؟


العمر المناسب للبدء في تعليم الأطفال الإدخار


لا يوجد عمر محدد ليكون هو العمر المناسب فقط الذي يمكن عنده البدء في تعريف الطفل بمبدأ

الإدخار

، ولكن يمكن البدء عند عمر الرابعة تقريباً، وذلك عندما يبدأ الطفل في إدراك معنى وماهية النقود بوجه عام، وأنها تستخدم بالتبادل  مع السلع والأغراض التي يحتاجها الإنسان.

وتعد لعبة المتجر هى أمثل طريقة لتعريف الأطفال بمفهوم النقود وكيفية إستخدامها، حيث يقوم الطفل بشراء الأغراض التي يريدها ويدفع المال ثمناً لها ليتعرف على المفهوم بوجه عام.

ويمكن أن يقوم بتبادل الأدوار مع والده فيقوم هو بدور البائع بينما يقوم أحد الوالدين بدور المشتري، وبذلك سيعي الفكرة بصورة أفضل.


الخطوات الأولى في عملية الإدخار


كثيراً ما يتسائل الوالدين عن قيمة المال الذي يمكن إدخاره اسبوعياً، وهذا الأمر يعود بشكل تام إلى الوالدين، وما يتناسب مع قدرتهم المادية.

ويمكن البدء بتعويد الطفل على إدخار

العملة المعدنية

في البداية حيث أن الطفل لم يدرك بعد معنى وقيمة العملة الورقية، وعادة ما يحب الطفل لعملة المعدنية حيث أنها تبدو كثيرة من وجهة نظره.

لذلك يمكن البدء بإدخار العملات المعدنية في البداية وتعريفه بالقيمة الورقية التي توازيها.


مساعدة الأطفال في تحديد أهدافهم


يحب الأطفال إقتناء الأغراض بإستمرار، قد يكون هذا الغرض لعبة جديدة أو كتاب على سبيل المثال، وفي هذه الحالة يمكن للوالدين الحديث مع الطفل عن القيمة المادية للأشياء التي يود إقتناؤها، وعن كيفية إدخار الأموال من أجل شراؤها والحصول عليها.

ويمكن إستخدام بعض القواعد الحسابية لحساب الوقت الذي يلزم الطفل لإدخار المال الكافي لشراء هذا الغرض.


مساعدة الطفل على عمل ميزاينة خاصة به


يمكن مساعدة الطفل على عمل ميزانية خاصة به، وتتضمن هذه الميزاينة جانب لمدخراته، وجانب آخر للأموال التي يمكنه التبرع بها، على أن تتضمن الأشياء التي يمكنه الحصول عليها وشراؤها.

كما يمكن للوالدين أن يقوما بإطلاع الطفل على جانب من ميزانيتهما الخاصة، لتعريفه بأن لكل شخص ميزانية خاصة به، وكذلك لمساعدته في إدراك مفهوم الميزانية.

وعلى الأب والأم أن يقوما بمنح الطفل المال الذي يمكنه من تحقيق الأهداف التي وضعها في ميزانيته.

وهناك نقطة هامة يجب الإنتباه إليها عند تعليم الطفل مبدأ الإدخار، وهى عدم ربط المال الذي يحصل عليه الطفل للإدخار “المقتطعات” بالأعمال والمهام المنزلية التي يقوم بها الطفل.

كأن يحصل الطفل على المال إذا قام بتنظيم غرفته أو بجمع ألعابه عقب الإنتهاء منها، فهذا رابط غير سليم لمبدأ الإدخار لدى الطفل.

وإذا كان الطفل يتطلع لكسب المزيد من المال فبإمكانه القيام ببعض الأعمال ولكن على ألا يكون مسؤلاً عنها، كأن يقوم بترتيب جزء من المنزل في غير دوره، وفي هذه الحالة يمكن منحه بعض المال الإضافي على مجهوداته الزائدة.

وفي الواقع إن الطريقة التي يستخدمها الوالدين ليست أكثر ما يهم ولكن ما يهم حقاً هو تعليم الأطفال المعنى الصحيح للأموال، ومبدأ الإدخار وأهميته وكيفية

وضع ميزانية

لترتيب أولوياته وتحديد أهدافه.

وهذه إحدى الطرق التي تؤهل الطفل للنجاح في المستقبل وستكون أفضل هدية يستفيد منها الطفل على المدى البعيد.