معنى ” كاسيات عاريات مائلات مميلات “

حديث صنفان من أهل النار يعد معجزة من

معجزات النبي

صلوات الله وسلامه عليه وذلك لأن كل ما فيه تحقق بعد وفاته ولم يكن قد رأى مثل هذان الصنفان اللذان أخبر عنهما في الحديث وكان إحداهما المائلات المميلات، ويرى فضيلة

الشيخ عبد العزيز بن باز

أن المقصود والغاية من هذا الحديث هو التحذير من الظلم وأنواع الفساد من الرجال والنساء.


حديث مائلات مميلات:


جاء في صحيح مسلم عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مُمِيلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها» [حديث صحيح].


شرح الحديث:


جاء عن الإمام النووي رحمه الله أنه قال في تفسير

«


كاسيات عاريات


»


:

أن المراد من ذلك التي تكشف شيئًا من بدنها إظهارًا لجمالها، فهن كاسيات عاريات، وقال أيضًا هي التي تلبس ثيابًا رقيقة تصف ما تحتها فتكون كاسيات في الحقيقة عاريات في المعنى، وأما قوله في

«


مائلات مميلات


»

فقال: هن الزائغات عن طاعة الله عز وجل وما يلزمهن من حفظ فروجهن وغيرها من أمور دينها، ومميلات لغيرهن بحثهن على فعل ما يفعلن وتحريضهن عليه، وقيل في وصف المميلة: هي التي تمشي متبخترة وتميل أكتافها، وقيل أيضًا هي التي تميل الرجال بكشفها جزء من زينتها.

ويرى فضيلة

الشيخ ابن عثيمين

في تفسيره لـ

«


كاسيات عاريات


»


:

بأنهن النساء التي تلبس ملابس قصيرة لا تستر ما يجب ستره من العورة، وأيضًا بأنها التي تلبس ملابس خفيفة لا تمنع من رؤية ما وراءها من شرة المرأة، وأيضًا هي التي تلبس ملابس ضيقة فهي إن كانت تستر عن الرؤية لكنها مبدية لمفاتن المرأة.


تفسير آخر للحديث:


ويرى فضيلة الإمام عبدالعزيز بن باز أن أهل العلم قد فسروا معنى

«


كاسيات عاريات


»

أي أنهن كاسيات من نعم الله، عاريات من شكرها لم يقمن بطاعة الله، ولم يتركن المعاصي والسيئات مع إنعام الله عليهن بالمال وغيره.

«


مائلات مميلات


»

يعني: مائلات عن العفة والاستقامة أي عندهن معاصي وسيئات كاللائي يتعاطين الفاحشة أو يقصرن في أداء الفرائض من الصلوات وغيرها، ومميلات لغيرهن أي يدعين إلى الشر والفساد فهن بأفعالهن وأقوالهن يملن غيرهن إلى الفساد و

المعاصي

ويتعاطين الفواحش لعدم إيمانهن أو لضعفه أو لقلته.


«


رؤوسهن كأسنمة البخت


المائلة»

قال بعض أهل العلم: أنهن النساء اللمعاناتي يعظمن الرؤوس بما يجعلن عليها من شعر ولفائف وغير ذلك، حتى تكون مثل أسنمة البخت المائلة، والبخت نوع من

الإبل

له سنامان، بينهما شيء من الانخفاض والميلان، هذا مائل إلى جهة وهذا مائل إلى جهة، وهؤلاء النسوة لما عظمن رؤوسهن وكبرن رؤوسهن بما جعلن عليها أشبهن هذه الأسنمة.


حكم الكاسيات العاريات المائلات المميلات:


«لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها» يقول فضيلة الشيخ أن هذا وعيد شديد جاء على لسان رسول الله لهؤلاء الأصناف من النساء ولكن لا يلزم هذا كفرهن ولا خلودهن في النار كسائر المعاصي، إذا متن على الإسلام، بل هن وغيرهن من أهل المعاصي كلهم متوعدون بالنار على معاصيهم.