دور جامعة السلطان قابوس في اكتشاف موقع دهوى الأثري
واصلت السلطنة مؤخراً الإعلان عن نجاح التوصل إلى مجموعة من الاكتشافات العلمية ، و التاريخية الهامة من الناحية الأثرية ، و ذلك كنتيجة لمجموعة من الجهود الحثيثة من جانب جامعة السلطان قابوس .
دور جامعة السلطان قابوس في اكتشاف موقع دهوى الأثري :-
كانت قد أعلنت
جامعة السلطان قابوس
مؤخراً ممثلة في قسم الأثار التابع لكلية الأداب ، و العلوم الاجتماعية عن اكتشاف موقعاً أثرياً جديداً في منطقة دهوى ، و التي تقع بالتحديد من الناحية الجغرافية على بعد قدره حوالي “أربعة ، و عشرون ” كيلو متراً إلى الغرب من ولاية صحم العمانية .
و جدير بالذكر أن ذلك الاكتشاف الأثري الجديد قد أتى كنتيجة لمجموعة من الجهود الخاصة بعملية التنقيب عن الأثار من جانب قسم الأثار التابع لكلية الأداب ، و العلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس ، و بالتحديد في خلال الفترة الزمنية الممتدة من عام ألفان ، و ثلاثة عشر ميلادياً إلى اليوم ، إذ لا يزال العمل جارياً في ذلك الموقع الأثري المكتشف حديثاً حيث قد شارك مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بالعلاوة إلى عدداً من طلبة الدراسات العليا بالقسم في أعمال التنقيب ، و المسح الأثري بالموقع مما كان له دور كبير في اكتشاف ذلك الموقع الأثري الشديد الأهمية ، و الذي يعكس الكثير من تفاصيل الحياة الخاصة بعلاقة بلاد السند بالسلطنة قديماً .
أهمية موقع دهوى الأثري :-
ترجع أهمية موقع دهوى الأثري ، و الذي جرى عملية اكتشافه حديثاً بالسلطنة إلى كون تاريخ هذا الموقع يرجع في الأصل إلى حضارة أم النار ، و التي يمتد تاريخها من ما مدته حوالي ” ألفان عام إلى ألفان ، و خمسمائة ” تقريباً عام قبل الميلاد ، و الموقع يعد من أقدم ما جرى اكتشافه من مواقع أثرية حتى وقتنا الحالي في شمال سهل الباطنة ، و من أهم ما يتميز به موقع دهوى الأثري هي مجموعة من الدلالات الأولية ، و التي توضح بشكل مباشر علاقاته الخارجية مع بلاد السند ، و التي كانت تقوم بضع الفخاريات المكتشفة أو ما يعرف بمسمى جرار التخزين ، و التي أتت عملية صنعها أيضاً في حضارة هارابا الشهيرة أنذاك ، و الواقعة في الأصل في بلاد السند .
بينما يعتقد العلماء أن مكان تصنيع الأواني الفخارية المكتشفة بالموقع يقع ، و بالتحديد في المنطقة الوسطى الخاصة بوادي السند في الباكستان ، و بشكل رئيسي في منطقة موهنجو دارو ، و التي قد عثر العلماء الأثريين فيها على أكبر مدينة في العالم يرجع تاريخها إلى
العصر البرونزي
المبكر أي ما مدته من ” ألفان عام إلى ألفان ، و خمسمائة ” عام قبل الميلاد .
كذلك يعتقد مجموعة كبيرة من علماء الأثار ، و الباحثين الأثريين أنه قد جرى بالفعل استعمال تلك الأواني الفخارية المكتشفة بموقع دهوى الأثري لعملية النقل الخاصة ببعض المنتجات ، و التي كان يتم استيرادها من وادي السند بواسطة عدداً من القوارب الصغيرة ، و عبر نهر السند إلى شواطئ بحر العرب بينما كان يتم نقلها من خلال القوارب الأكبر حجماً إلى أحد
الموانئ العمانية
القديمة ، و القريبة إلى حد كبير من ولاية صحم العمانية الآن ، و من ثم يجرى حملها لما مسافته حوالي ” أربعة ، و عشرون ” كيلو متراً في اتجاه الداخل ، و بالتحديد على حواف جبال الحجر .
إذ يشير التواجد الكثيف لفخار بلاد السند في الموقع المكتشف موقع دهوى الأثري على قوة درجة النشاط التجاري ، و الذي كان سائداً في خلال المرحلة الزمنية الخاصة بالعصر البرونزي المبكر ، و ذلك فيما بين بلاد السند ، و العمانيين القدماء ، و جدير بالذكر أنه ، و حتى الآن لم يتم التعرف بشكل دقيق على طبيعة المواد التي كان يجرى استيرادها ، و التي كانت تنتقل في هذه المجموعة من الجدار المكتشفة حيث أنه من المعروف أن
السلطنة
في خلال هذه الحقب التاريخية القديمة كانت تشتهر ، و بشكل كبير بتصدير النحاس إلى بلاد السند بالعلاوة إلى بلاد الرافدين ، و إيران .