حكم قول ” ما كامل إلا سيدنا محمد “
ما كامل إلا سيدنا محمد هو لفظ يردده البعض كنوع من التعظيم لرسول الله صل الله عليه وسلم ولكن هل يجوز ذلك القول في حقه؟ وهل فعلًا لا يوجد من هو كامل من الرجال أو النساء إلا رسول الله؟ ولمن ينسب الكال المطلق؟
حكم قول “ما كامل إلا سيدنا محمد”:
وقد سأل فضيلة
الشيخ عبد العزيز بن باز
رئيس اللجنة العلمية ومفتى المملكة، عن مدى صحة هذا القول وهل هو يوافق الشرع أم لا؟ فأجاب فضيلته: أن هذا القول لا أساس له من الصحة لأنه يوجد من الرجال كثيرين من اتصفوا بالكمال غير رسول الله صل الله عليه وسلم وإن كان أكملهم هو رسول الله فالمرفوض هنا نفي الكمال عن غير رسول الله وذلك لما جاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: «كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام».
الكاملون من الرجال والنساء:
يضيف فضيلة الشيخ أن الكاملون من الرجال كثيرون ويعنى بالكمال هنا الصفات الإنسانية التي مدحها الله وأثنى على أهلها من العلم والجود والاستقامة على دين الله وكذلك الشجاعة في الحق وغير ذلك من الصفات العظيمة التي مدحها رب العزة سبحانه وتعالى أو أثنى على أهلها أو رسوله صلوات الله وسلامه عليه، ولكن أكمل الناس في ذلك هم الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأكملهم وأفضلهم هو خاتمهم وإمامهم محمد صل الله عليه وسلم، فقد جاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: «أنا سيد ولد آدم
يوم القيامة
ولا فخر».
أما الكاملات من النساء فكما جاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنهم خمسة وهم
مريم ابنة عمران
وأسيا بنت مزاحم زوجة فرعون، وخديجة زوجته وأم أولاده رضي الله عنها، و
عائشة زوجة رسول الله
، وفاطمة ابنته صل الله عليه وسلم وسيدة نساء أهل الجنة، فهؤلاء الخمس هن الكاملات من النساء رضي الله عنهن جميعا.
الكمال المطلق:
لا شك أن الكمال المطلق في جميع الصفات هو لله وحده ليس له في ذلك شريك ولا مثيل، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:1]، وقوله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11]، {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل:74]، وأيضًا قوله تعالى في سورة الروم: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الروم:27]، والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى الذي لا يشاركه فيه أحد من خلقه من العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر وغير ذلك من صفات الكمال، تعالى وتقدس وتنزه عن مشابهة خلقه لا إله إلا هو العزيز الحكيم.