قصة حلف الفضول
حلف الفضول هو عهد وميثاق قطعته قريش لنصرة المظلوم وردع الظالم، تم هذا التحالف في شهر ذي القعدة وهو احد الأشهر الحرم بعد حرب الفجار بأربعة أشهر في دار عبدالله ابن جدعان، وقد شهد
رسول الله
صل الله عليه وسلم هذا الحلف وهو ما زال غلامًا وقال عنه: «لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفًا ما أُحب أن لي به حمر النعم، ولو أُدعي به في الإسلام لأجبت»
سبب تسمية حلف الفضول:
سميت هذه المعاهدة بحلف الفضول كما جاء في
البخاري
لأن أطراف هذا الحلف والتعاقد ومن قاموا به كان في أسمائهم الفضل وهم الفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة والفضل بن فضالة، وقد تم هذا الحلف في دار عبدالله بن جدعان أحد أشراف قريش، وحضره رسول الله صل الله عليه وسلم وكان ذلك قبل نزول الرسالة عليه وقال عنه رسول الله صل الله عليه وسلم: «لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفًا ما أُحب أن لي به حمر النعم، ولو أُدعي به في الإسلام لأجبت»، وقال أيضًا: «شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام فما أحب أن لي حمر النعم وأني أنكثه».
حادثة حلف الفضول:
أنه لما كان من شهر ذي القعدة وهو أحد
الأشهر الحرم
جاء أحد التجار من زبيد إلى مكة ليبيع بضاعته، فاستولى عليها العاص بن وائل ومنعه ثمنها، فأخذ الرجل يستنجد بأشراف قريش لعله يجد من يعينه ويرد عليه حقه في ثمن البضاعة أو يرد عليه بضاعته نفسها، إلا أن مكانة العاص بن وائل جعلت الكثيرين يتجاهلون استغاثة هذا الرجل حتى انتفض الزبير بن عبد المطلب وقال: ما لهذا مترك، أي أنه لا يجب عليهم ترك هذا المظلوم، وعُقد اجتماع حضرته كل من بنو هاشم، وبنو زهرة، وبنو تيم بن مرة في دار عبدالله بن جدعان وكان نتيجة هذا الاجتماع أن تعاهدوا ووضعوا الميثاق أن لا يعينوا الظالم وأن ينصروا المظلوم، ثم قاموا جميعًا وذهبوا إلى العاص بن وائل واستردوا بضاعة الرجل وأعادوها إليه وصار هذا الحلف هو حديث قريش.
وفيه قال الزبير بن عبدالمطلب:
إن الفضول تعاقدوا وتحالفوا ألا يقيم ببطن مكة ظالم
أمر عليه تعاقدوا وتواثقوا فالجار والمعتر فيهم سالم
البنود التي ارتكز عليها حلف الفضول:
1. نصرة المظلوم:
وهو السبب الرئيسي الذي تم توقيع الحلف من أجله وهو نصرة المظلوم وإعانته على استرداد حقه والوقوف بوجه الظلم والعدوان مهما كانت منزلة صاحبه أو شأنه بين الناس فالحق أحق أن يتبع.
2. الدفاع عن الحقوق
: وذلك بردها إلى أصحابها دون زيادة أو نقصان واستجلابها من المعتدين عليها دون حياد أو محاباة.
3. حرمة الدماء:
كانت أحد أهم البنود التي سعت القبائل لإقرارها وذلك للحفاظ على النفس البشرية وحمايتها من بطش الظلمة أو القتل بدون سبب أو حق.
4. الدعوة إلى الأخوة والتعاون على فعل الخير:
وذلك من خلال دعوة القبائل لبعضها وطرح مزيد من المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها وذلك لنشر روح التعاون والتحريض على الفضيلة والمبادئ والسمات الأخلاقية.