قصة المثل ” طب الجرة على تمها بتطلع البنت لامها “

طب الجرة على تمها تطلع البنت لامها هو مثل شعبي متداول في البلدان العربية ويقال دائمًا كدليل على تشابه البنت في صفاتها وأفعالها مع أمها وتعود أصول هذا المثل إلى التراث الشعبي الفلسطيني حيث تم تداول هذا المثل في الأحياء الشعبية ثم تناقلته الألسنة ليصير من

الأمثال المشهورة

والمعروفة.


طب الجرة على تمها تطلع البنت لامها


كانت هناك امرأة بسيطة تذهب كل يوم إلى النبع حتى تملئ جرار الماء لتستخدمها في المنزل في إعداد الطعام وغيره من مستلزمات البيت وكانت عند عودتها وهي تحمل أكثر من جرة مملؤة بالماء تتعثر في الطريق فتفقد جميع الجرار وتضطر إلى العودة لملئها من جديد مما كان يجعلها تتأخر في جلب الماء وكانت والدة زوجها كثيرًا ما تؤنبها على هذا التأخير وفي النهاية لا تأتي إلا بالقليل من الماء.

وكانت لهذه المرأة ابنة جميلة فأرادت جدتها أن ترسلها لجلب الماء حتى تكيد زوجة ابنها وتريها أن حفيدتها أشطر منها وسوف تأتي بالماء الذي يحتاجونه في أسرع وقت وبالفعل أعطت الجرة للبنت وقالت لها اذهبي واملئي الجرة بالماء وبالفعل ذهبت البنت وملئت الجرة من النبع ولكن عند عودتها تعثرت في الطريق وانكسرت الجرة وفقدت الماء وعادت لجدتها وهي تبكي لتعثرها فقالت الجدة وهي تندب حظها “طب الجرة على تمها تطلع البنت لامها”.


تداول المجتمع العربي لهذا المثل:


اعتادت المجتمعات العربية على تداول هذا المثل من قبل التقليل من شأن المرأة وإلحاق الصفات الموجودة بالأم بها وعلى الأكثر إن كانت هذه الصفات صفات غير مرغوبة ولكن عند الوقوف على الحقائق نجد الكثير من الفتيات والبنات التي كانت لها شخصية وصفات تختلف تمامًا عن صفات أمها فمثلًا ابنة بائعة اللبن التي كانت أمها تغش اللبن وراجعتها في فعلها ونبهتها أن الله يراها ولم توافقها أو تغش اللبن مثلها  وغيرها من الأمثلة التي ضربت فيها الفتاة  العربية أروع مثال على

التضحية

والعلم والنباهة وعدم التقيد بأخطاء الآباء والأمهات.


المرأة العربية بين الماضي والحاضر:


عانت المرأة العربية قبل ظهور الإسلام من التهميش في هذا المجتمع الذكوري والذي كان يعتبر الأنثى عار على أبيها أو عائلتها حتى جاء الإسلام فأعزها ورفع من شأنها وأعطاها من الحقوق والواجبات ما جعلتها تنافس الرجل في جميع مجالات الحياة فالمرأة طبيبة ومهندسة وعالمة لا يمكن تجاهلها في المجتمعات أو تجاهل الدور القوي الذي تلعبه في بناء الأمم والنهوض بها.

لذلك يجب علينا أن لا نلتفت لمثل هذه الأمثال والموروثات التي تحط من قدر المرأة وتعيق من تقدمها في المجتمع ونجعلها تتوقف عند إحدى الصفات التي تتمتع بها أمها ونشغلها بيها بل يجب دائمًا أن نجعل النماذج الإيجابية قدوة لبناتنا وأخواتنا حتى نشجعهم على الإنتاج والتقدم إلى الأمام.