المقصود بالحواميم وما هو فضلها
الحواميم هي السور القرآنية التي تبدأ بـ {حم} وعددها بالقرآن الكريم سبع سور هي: فصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، الجاثية، والأحقاف، وغافر وقد اشتركت هذه السور في مجموعة من الصفات والأهداف كما دلت الكثير من الأحاديث النبوية على فضلها فعنن أبي صفرة قال: حدثني من سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: «إن بيتم الليلة فقولوا: حم، لا ينصرون»
الهدف الرئيسي من الحواميم:
ركزت هذه السور على انتقال أمر الدعوة إلى أمة محمد بعد ان كانت في بني إسرائيل مع التأكيد على عظم المسؤولية وما تحمله من واجبات ومحاذير والتعرض إلى ذلك من خلال بعض التوصيات التي جاءت في كل سورة منها والتي تركزت جميعها في ضرورة التخلي عن الكبر والتمسك بالجماعة والشورى بيننا حتى ننعم بالحياة الدنيا والآخرة وتصبح أمة محمد خلفاء الله في الأرض.
صفات الحواميم
1. جميع الحواميم سور مكية
: نزلت على رسول الله صل الله عليه وسلم بمكة المكرمة.
2. الآية التالية لكلمة حم
: في جميع السور تحدثت عن قيمة القرآن الكريم {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [سورة الدخان: 2]، {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [سورة الأحقاف: 2]، {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [سورة الجاثية: 2].
3. ذكرت الحواميم أمر خطورة الفرقة وركزت على الدعوة إلى الوحدة:
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [سورة الشورى: 10]، {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [سورة الزخرف: 63]
4. ذكرت الحواميم قصة نبي الله موسى ودعوته لبني إسرائيل:
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} [سورة فصلت: 45]، {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} [سورة الأحقاف: 12].
5. ركزت الحواميم على ضرورة الصفح والغفران:
{فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)} [سورة الزخرف: 89]، {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة الأحقاف: 35].
فضل الحواميم
– عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إن لكل شيء لبابًا، ولباب القرآن ” آل حم” أو قال “الحواميم”
– قال بن مسعود رضي الله عنه: إذا وقعت في “آل حم” فقد وقعت في روضات أتأنق فيهن.
– عن ابن كدام أن رجلاً رأى أبا الدرداء رضي الله عنه يبني مسجدًا، فقال له: ما هذا؟ فقال: أبنيه من أجل “آل حم”
– عن أبي الأحوص عن عبيد الله قال: إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلًا، فمر بأثر غيث فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه، إذ هبط على روضات دمثات، فقال: عجبت من الغيث الأول، فهذا أعجب وأعجب فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات، مثل “آل حم” في القرآن.
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «من قرأ اية الكرسي وأول حم المؤمن، عُصم ذلك اليوم من كل سوء».