عشر آيات من أقامهن دخل الجنة

هي آيات جاءت الأحاديث في فضلهن وقال عنها رسول الله صل الله عليه وسلم: «من أقامهن دخل

الجنة

» وذلك لما فيها من الأخلاق والصفات التي يجب أن يكون عليها المسلم الحق.


عشر آيات من أقامهن دخل الجنة:


قال الله تعالي: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(11)} [سورة المؤمنون: 1-11]


فضل الآيات:


عن عبدالرحمن بن عبدالقاري قال: سمعت

عمر بن الخطاب

يقول: كان إذا نزل على رسول الله صل الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل فمكثنا ساعة، فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال: «اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا وأرضنا» ثم قال: «لقد أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة» ثم قرأ {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} حتى ختم العشر.

عن أبي عمران عن يزيد بن بابنوس قال: قلنا لعائشة: يا أم المؤمنين كيف كان خُلُق رسول الله صل الله عليه وسلم؟ قالت: كان خلق رسول الله صل الله عليه وسلم القرآن، فقرأت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} حتى انتهت إلى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}، قالت: هكذا كان خلق رسول الله.

روي عن كعب الأحبار ومجاهد وأبي العالية وغيرهم، لما خلق الله جنة عدن وغرسها بيده نظر إليها وقال لها: تكلمي فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} قال كعب الأحبار: لما أعد لهم فيها من الكرامة، وقال أبو العالية: فأنزل الله ذلك في كتابه.


تفسير الآيات:



{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}:

أي قد فازوا وقد سعدوا وحصلوا على الفلاح وهم المؤمنون الذين يتصفون بهذه الصفات

{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}:

أي خائفون ساكنون، وعن

علي بن أبي طالب

رضي الله عنه الخشوع: هو خشوع القلب،

{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}:

أي عن الباطل وهو يشمل الشرك والمعاصي والذنوب وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال

{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}:

والمراد به زكاة المال ويحتمل أن يكون زكاة النفس من الشرك والدنس


{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}:

أي والذين حفظوا فروجهم عن الحرام ولا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم، وما ملكت أيمانهم ومن يرغب في غير ذلك فأولئك هم المعتدون

{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُون}:

أي إذا اؤتمنوا لم يخونواَ بل يؤدونها إلى أهلها

{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}:

أي يواظبون عليها في مواقيتها كما قال

بن مسعود

: سألت النبي صل الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة على وقتها» قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»  قلت: ثم أي قال: «الجهاد في سبيل الله»

{

أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}:

قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة وفيه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن»