الفرق بين الحية و الثعبان في القرآن الكريم
ذكر كلا من الحية و الثعبان في القرآن الكريم ، في عدة مواضع ظهرت جميعها في قصة سيدنا موسى ، فما هو الإعجاز العلمي و اللغوي في ذكر كليهما معا .
مواضع ذكر الحية و الثعبان
كافة المواضيع التي ذكر فيها كل من كلمة الحية و الثعبان كانت كلها في
قصة سيدنا موسى
، حينما القى عصاه فتحولت إلى حية ، فما السر وراء ذكرها في عدة مواضع تحت اسم حية ، و في مواضع أخرى حملت اسم ثعبان ، ذلك الأمر الذي حير العديد من المفسرين ، فليس من الطبيعي أن يكون هذا الأمر ناتج عن خطأ لغوي مثلا فلقد كانت هذه المواضع في عدة آيات .
الموقف الأول من القصة
هذا الموقف هو الذي تحدث فيه سيدنا موسى إلى الله ، ذلك الوقت هو الذي أخبر فيه الله تعالى بنبوة سيدنا موسى ، و كذلك إخبره بتلك الهبة التي وهبه إياها ، حينها تم وصف تحول العصا إلى حية حقيقية تهتز و تتحرك ، وقتها خاف منها سيدنا موسى و لكن الله أمره ألا يخاف ، و يذكر أن هذه الآية هي التي تثبت نبوئته أمام فرعون (
وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى *قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ) .
الموقف الثاني
أما عن الموقف الثاني فهو ذلك الموقف الذي حدث بين كل من سيدنا موسى و فرعون ، و في ذلك الوقت تم ذكر تحول العصا إلى ثعبان ، و على الرغم من هذه الآية العظيمة إلا أن فرعون لم يؤمن (
قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ) .
الموقف الثالث
أما عن هذا الموقف فقد جمع موسى و السحرة ، حينما القوا عصيهم في حين قام موسى بالقاء عصاه ، فاهتزت و تحركت و قامت بالتهام كافة عصي السحرة ، و الجدير بالذكر هنا أن هذا الموقف لم يتم ذكر كلمة حية أو ثعبان فيه في أي موضع من مواضع القرآن الكريم و السنة النبوية (
قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) .
تحليل هذه المواقف
– عند التعامل مع كافة المواقف الثلاثة ، سوف نلاحظ أنه في الموقع الأول ذكر تحول العصا إلى حية صغيرة ، و ذلك لأن الهدف من هذا التحول أن يرى موسى تلك المعجزة التي سوف يتحدث بها و يستند عليها حينما يواجه
فرعون
، و ليس أبدا الهدف من ذلك إخافة سيدنا موسى .
– في حين أن الموقف الثاني الذي حدث أمام فرعون ، ذكر تحول العصا فيه إلى ثعبان ، و إن حاولنا التدقيق في الفرق بين كل من كلمتي ثعبان و حية في اللغة العربية ، سوف نلاحظ أن كلمة الثعبان تعني حية كبيرة ، و استخدامها في هذا الموضع ربما كان الهدف منها هو إخافة فرعون ، و من ثم إيمانه بتلك المعجزة العظيمة التي استطاع موسى تحقيقها أمامه .
– أما عن الموقف الثالث فقد اختلف عن كل المواقف ، فلم يتم ذكر كلا من الاثنتين ، حيث ذكر التحول فقط و لم يذكر اسم حية أو ثعبان ، و كان الهدف من هذه الآية هو شرح أن الموقف كان يهدف إلى إيمان السحرة فقط و ليس اخافتهم .