” عيسى عليه السلام ” نبي بلا قوم
جميعنا نعلم قصة
سيدنا عيسى عليه السلام
، تلك القصة المليئة بالاعجازات العلمية و القدرات الربانية ، منذ أن حملت به أمه العذراء ، مرورا بكافة أحداث حياته بعدها .
نبذة عن عيسى عليه السلام
– قصة سيدنا عيسى ، تلك القصة التي ذكرت في
القرآن الكريم
بكافة التفاصيل ، من وصف القرآن لتلك الفتاة التقية مريم بنت عمران ، تلك التي اصطفاها ربها على قومها ، و بشرها بحملها بعيسى عليه السلام ، تلك الفتاة التي ذكرها القرآن بأجمل الصفات ، و قيل عنها أنها كانت شديدة الورع كثيرة التعبد .
– ذكر أيضا قصة حملها لعيسى عليه السلام ، و كيف قابلت هذا الخبر الغريب ، كيف تحمل و لازالت عذراء لم يمسسها بشر ، كيف يتسنى لها ذلك ، و كيف ستواجه قومها ، حتى أنها هربت منهم ، و عاشت في مكان بعيد حتى اتاها المخاض .
– و حينما ولدت عيسى عليه السلام أتت إلى قومها تحمله ، وقتها استنكر قومها ذلك و استنكروا فعلتها ، و ذلك لأنهم لم يدركوا أبدا أن الله قد اصطفاها لحمل المسيح ، و يذكر أن
السيدة مريم
لم تنطق بكلمة واحدة ردا على قومها ، و إنما أنطق الله عيسى بن مريم بقدرته و جلالته ليدافع عن أمه و يخبرهم بأنه نبي مرسل من الله .
– و كعادة بنو إسرائيل و مواقفهم المعروفة مع الأنبياء و المرسلين ، تم مواجهة رسالة عيسى عليه السلام بالكفر ، حينما وجد عيسى عليه السلام الكفر منهم سألهم من أنصاري إلى الله ، فرد عليه اثنا عشر رجلا ، قالوا نحن أنصار الله آمنا بالله و هم الحواريون .
– فقد عرف عيسى بالعديد من المعجزات ، و كان من بينها النفخ في الطين فيتحول إلى طير بقدرة الله ، و كذلك شفاء الأكمة و الأبرص ، حتى أنه كان قادرا على إحياء الموتى بعظمة الله و قدرته ، و على الرغم من ذلك لم يؤمن بنو إسرائيل .
أقوام الأنبياء
– حينما تحدث القرآن الكريم عن كافة الأنبياء ذكر اسم كل نبي ومعه قوم ، فمثلا عرفنا جميعا من هم قوم هود ، و كذلك من هم قوم صالح و غيرهم من الأنبياء ، في حين لم يذكر أبدا كلمة تجمع النبي عيسى عليه السلام مع قوم ، هذا ما اثار جعل هناك العديد من الحديث والاراء من قبل المفسرين .
– حتى في حديث الأنبياء مع أقوامهم ، كانوا يطلقون كلمة يا قوم ، و هذه الكلمة قد ترددت كثيرا على ألسنتهم عدا عيسى عليه السلام لا توجد آية قرآنية مشابهة لهذا الأمر .
– فقد كان حينما يخاطب قومه يقول لهم يا بني اسرائيل (
وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ) المائدة: 7 و كذلك ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ) [الصف: 6] .
السر في عدم وجود قوم لسيدنا عيسى
– يعرف الإنسان بنسبه إلى أبيه ، و إذا كان الأب ينتمي إلى قبيلة معينة أو قوم معين فينسب لهم الإبن و يعرفوا بقومه ، فمثلا
سيدنا نوح
ينتمي لأب ، و هذا الأب له قوم ، لذا ذكر قوم نوح ، و كذلك الحال بالنسبة لأبينا إبراهيم و أبيه آزر ، أما بالنسبة لسيدنا المسيح فلم يكن له أب ، و هنا يظهر الإعجاز اللغوي للقرآن ، فلم يتم إطلاق كلمة قوم في أي موضع من مواضع سرد قصة سيدنا عيسى إثباتا لكونه بلا أب .
– و تأكيدا على هذه النظرية فإن بحثنا حول قصة
سيدنا آدم
، فسوف نلاحظ أنه أيضا لم يكن له قوم ، و إن دل ذلك على شئ فسوف يدل على عظمة القرآن و بلاغته .