تأثر الأرض بالمناخ ومدى مسؤولية البشر
لطالما كان تغير المناخ محل بحث ودراسة العلماء على مدار عشرات السنين؛ لا سيما مع ظهور أزمات طبيعية أضرت بمناطق وبلدان شاسعة بسبب التغيرات المناخية.
المقصود بالتغير المناخي
التغير المناخي هو ذاك الاختلاف والتبدل والتغير المؤثر في حالة
الطقس
في منطقة معينة، والذي يحدث على مدى زمني طويل، وهذا التغير يمكن أن يشمل معدل درجات الحرارة، او معدل التساقط، أو معدل حالة الرياح، وتلك التغيرات في الغالب يمكنها أن تحدث نتيجة مباشرة لبعض العمليات الديناميكية للأرض كالبراكين، أو بسبب قوى خارجية كالتغير في شدة الآشعة الشمسية، أو
سقوط النيازك
الكبيرة، أو بسبب النشاطات الكبرى للإنسان على سطح الارض.
تأثير الإنسان على المناخ
كان للإنسان منذ حدوث الثورة الصناعية دور كبير في تغير المعدلات المناخية وتأثيراتها الهائلة على كوكب الأرض، فقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في المائة وخمسين عاما الماضية إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الحفري لتوليد الطاقة، وكان لهذه الأنواع من الموارد الحفرية تأثير كبير في إطلاق غازات تحبس الحرارة مثل ثاني أكسيد الكربون، ويعد هذا الغاز من أهم أسباب تغير المناخ.
وكانت تلك الغازات قد أدت إلى رفع درجة حرارة كوكب
الأرض
إلى نسبة حوالي 1.2 درجة مئوية بالمقارنة مع نفس الدرجة في نفس التوقيت من العام ولكن ما قبل الثورة الصناعية، وكان لهذه التغيرات المناخية تأثير كبير للغاية حيث أودي بحياة قرابة الـ 150 ألف شخص سنويا، كما أن تلك التغيرات المناخية أدت لتدمير وتبوير حوالي 20% من أنواع الحياة البرية، وأكدت الدراسة ان عدد كبير من النباتات والحيوانات والحشرات ستنقرض مع حلول عام 2050.
من أبرز تأثيرات التغيرات المناخية كذلك أنه كبدت العالم خسائر اقتصادية فادحة تكلفت مليارات الدولارات مثل الصناعات الزراعية على بسيل المثال وغيرها من السلع والمنتجات التي تتأثر بالرطوبة ودرجات الحرارة، ورغم ذلك فإن الدراسات أثبتت أن كل الأضرار التي وقعت لا تمثل شيئا يُذْكّر مما قد يقع في المستقبل، فقد اوضحت الأبحاث أن التأثيرات المناخية ستزداد لأضعاف مضاعفة إن لم يتوصل بنو البشر لحلول واتفاقيات ملزمة لهم جميعا لوقف أنشطتهم الصناعية الضارة بالكوكب.
وكانت الأبحاث العلمية في مجال المناخ قد اكدت أن تصرفات البشر مثل حرق الغابات والأشجار واستخدام المواد الكيميائية والغازات الضارة بالغلاف الجوي بكثافة والغازات المؤثرة على
طبقة الأوزون
، تعد هي ابرز أسباب تغير المناخ، وقد ظهر هذا جليا في مناطق سيلان الجليد لدى الدول الغربية العظمى التي ارتفعت لديها نسب الاحتباس الحراري بشكل غير مقبول.
توقع مستقبل المناخ
تقول الأبحاث بأن التغيرات المناخية إذا استمرت بهذا السوء قد يتفاقم عدد البشر المهددين بالخطر البيئي، كما أن الانواع المعرضة لخطر الإنقراض سوف ترتفع نسبتها لتصل من 20 % إلى أكثر من 33 %، أما العواقب الاقتصادية فستتأثر بشدة بحيث يتضرر ما قيمته أكثر من إجمالي الناتج المحلي في العالم أجمع مع حلول العام 2080، ولكن لا تزال لدينا فرصة للتغلب على تلك الأزمة في حال تحركنا وتوصلنا لحلول جادة.
ومن التأثيرات والعواقب المناخية التي قد تحدث كذلك هو انهيار كميات هائلة من الجبال الجليدية المتجمدة في القطبين الشمالي والجنوبي؛ ما قد ينتج عنه غرق مساحات شاسعة جدا من العالم لا سيما المناطق الواقعة على سواحل البحار ومناطق التقاء النهر بالبحر، ولذلك لجأت دول العالم كل عام لعقد اجتماع يناقش فيه وزراء البيئة أبرز التغيرات المناخية وتأثيراتها على العالم، وأبرز المناطق التي من الممكن أن تتأثر، ثم يخرجون بتوصيات واجبة النفاذ.