قصة ومناسبة المقولة ” إذا قالت حذام فصدقوها “

قائل عبارة إذا قالت حذام فصدقوها هو لجيم بن صعب بن علي بن بكر وحذام هي زوجته التي اشتهرت بالرأي السديد والفطنة والذكاء وهو ما جعلها مضرب المثل في

الحكمة

والفطنة ومن خلال هذه القصة تظهر هذه الصفات الواضحة والمثيرة في شخصيتها فتعالوا بنا لنتعرف على حذام وقصتها الشهيرة مع قومها وزوجها.


قصة حذام مع قومها:


مما لا شك فيه أن المرأة العربية على مر العصور استطاعت بحكمتها وخبرتها وذكائها أن تخلد اسمها عبر صفحات التاريخ وبطلة قصتنا اليوم هي واحدة من هؤلاء النساء  التي طالما افتخر العرب بهم وبأنسابهم وبطلتنا

هي حذام بنت الريان بن خسر بن تميم، كانت حذام امرأة ذات قوية الشخصية تتمتع بالحكمة والرأي السديد، ولما كان من خبر أهلها أن عاطس بن الجلاح الحميري وهو من قبيلة مجاورة لقبيلة حذام أتى على قوم حذام في مجموعة من قومه وصار بينهما قتال شديد حتى عاد عاطس مرة أخرى إلى معسكره وفر من قومها من فر وفي الليل عاد عاطس مع قومه لاستئناف القتال فلم يجد من قومها أحد فتتبعهم وكان قوم حذام منهكين متعبين من آثر المعركة وقرروا أن يخلدوا إلى النوم ولم ينتبهوا إلى قدوم عدوهم.

ولكن كان هناك من ينتبه ويفطن لأقل حركة وهي حذم فقد وجدت مجموعة من القطا تفر واحد تلو الأخرى فقالت مقولتها الشهيرة : «ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا فلو ترك القطا ليلًا لناما» وكانت بذلك تنبههم إلى وجود حركة مريبة وهي هروب القطا مسرعة في الليل بدلًا من نومها مما يعني أنها رأت أو سمعت ما يفزعها ولكن لم ينتبه أحد لما قالته حذام وهموا أن يتركوها ليناموا وهنا قال لهم زوجها صارخًا فيهم وهو لجيم بن صعب بن علي بن بكر وذلك لشدة إيمانه بذكائها وفطنتها:

إذا قالت حذام فصدقوها             فإن القول ما قالت حذام

وهنا انتبه القوم أنه هناك ما يقلق في الأمر ففروا إلى الجبل واحتموا به وما هي إلا لحظات حتى حضر عاطس هو ومن معه وظلوا يبحثون ويفتشون ولكنهم لم يجدوا أحد فعادوا أدراجهم وصارت بعدها حذام مضرب المثل في الرأي الحكيم والسديد فلولا فطنتها وذكائها لأباد عاطس هو ومن معه قومها وذلك لضعفهم وعدم تمكنهم من القتال.


ما يستفاد من القصة:


– تتمتع المرأة بالذكاء والفطنة التي وهبها الله إياها.

– لا تقلل من شأن أحد حين يوجه لك النصيحة قد تكون هي المنجية.

– لا تثق بعدوك ولا تعطيه ظهرك.

– لولا فطنة وذكاء حذام لاستطاع عاطس القضاء عليهم.

– القطا أزعجها حفير الخيل وهو ما جعلها تهرب في جوانح الليل معلنة عن قدوم خبر ولم يفطن له أحد سواها

– ثقة زوج حذام الشديدة فيها جعلت جميع من حولها يثقون بها فالثقة دائمًا تبدأ من الداخل.