الأدوات والخامات المستخدمة في صناعة الشموع
على مر التاريخ ارتبطت
صناعة الشموع
بوظيفة الإنارة والإضاءة، ولذلك اقتصر استخدامها في الليل دائما، والشمع من الأغراض التي عُرِفَ سر إنتاجها منذ قدم الزمان؛ فقد ورد في حضارات الأمم الماضية العريقة مثل الحضارة الفرعونية والبابلية والرومانية وغيرها أنهم كانوا يستعملون الشموع لتضيء للآلهة ليلًا، ومنذ ذلك الوقت ظل استخدامها مع بعض التطويرات في شكلها وحجمها إلى أن تم اختراع المصباح الكهربائي وكان ذلك تحديدا في نهاية القرن التاسع عشر.
وبعد اختراع المصباح لم تعد هنالك حاجة لاستعمال الشموع في الإضاءة إلا لدى أولئك ممن لم يملكون مصابيح أو تعرضوا لانقطاع الطاقة الموقدة والمغذية للمصباح، ورغم ذلك لم تنتهِ الحاجة للشموع في الإنارة، ولكن بقي لها بريقها الخاص حتى في عصرنا الحالي في ظل تطور المصابيح وأجهزة الإضاءة والكشافات بتقنياتها العالية؛ إذ أن الشموع تم تحويل استعمالها على الأغلب كأغراض جميلة للزينة في المناسبات والأفراح وكذا لتوحي بأجواء رومانسية هادئة في المنازل والمطاعم والفنادق.
صناعة الشمع
في الوقت الحالي ورغم عدم استعمال الشموع كثيرا كما في العصور والعهود الماضية، إلا أنها مازالت صناعة مستقلة قائمة بذاته وتدر الكثير من الأرباح على المستثمرين فيها؛ لا سيَّما أنه أصبح يستخدم كزينة على مدى واسع ويعطي ألوانا وأحجاما مختلفة واشكالا زاهية جذابة وجميلة، كما ظهرت أنواع من الشموع يتم استعمالها في تعطير الأجواء من خلال إضافة روائح عطرية لها بحيث يظهر تأثيرها كلما احترقت، كما تبقى هناك حاجة لاستعمال الشموع في الإنارة في حال انقطاع التيار الكهربائي.
المكونات المستخدمة في صناعة الشموع
في الماضي كانت عملية صناعة الشموع تتم عبر استخدام مجموعة من الخيوط القطنية وكان يتم ربطها جميعها بقطعة من الخشب، ومن ثم يتم غمس تلك القطعة الخشبية ببطء في إناء به دهن حيواني، وتترك لوقت مناسب حتى تتشبع الخيوط بالدهن، ثم تتكرر تلك العملية عدة مرات من أجل الحصول على السماكة المطلوبة للشمعة، وبعدها تصبح الشمعة بالفعل جاهزة للاستخدام، ولكن كان لابد من مراعاة ضبط دقة استقامتها وتعديلها، وكانت رائحتها سيئة ومنفرة، وفي الوقت الحالي تتكون الشموع مما يلي :
أولا : الأدوات
1- القوالب والتي تستخدم في تحديد الشكل النهائي للشمعة، وهناك عدة أنواع من القوالب التي يمكن استخدامها لإنتاج الشموع، وهي: القوالب المعدنية، وقوالب الجبص، والقوالب المطاطية والسيليكون، والقوالب البلاستيكية.
2- ميزان حراري
3- تكون هنالك حاجة إلى وجود إناءين مختلفي الحجم -أحدهما كبير والآخر أصغر- وفيهما يتم عمل حمام مائي بهدف إذابة الشمع، وهنا يجب التنبيه على أنه لا يفضل وضع الشمع بشكل مباشر على النار عند استعماله؛ وخصوصا
شمع البرافين
لأنه يتكون من مواد مصنع من النفط، وهو قابل للاشتعال.
3- يجب إحضار كمية مناسبة من الورق المقوى أو الكارتون؛ وذلك من أجل تعطية الطاولات حتى لا تتسخ بمادة الشمع صعبة التنظيف على الأغلب.
ثانيا : المواد
1- المواد الأساسية
– الشمع الخام :
وهو عبارة عن شمع النحل، أو شمع البرافين، أو شمع الصويا، كما في كثير من الأحيان يمكن استخدام شموع قديمة مستهلكة أو نصف مستخدمة، أو استخدام شموع بلا خيوط ولا يمكن إشعالها.
– الخيوط :
وهي بالطبع ذاك الفتيل الذي يوضع بداخل الشمعة، ويجب أن تكون تلك الخيوط قطنية 100 %، مع الحرص على ألا يقل طولها أو سماكتها عن الأبعاد المناسبة والتي يُعْتَمَدْ في تحديدها على أبعاد الشمعه المراد إنتاجها، وكلما زادت سماكة الشمعة يجب أن تزيد معها سماكة الخيط.
2- المواد الثانوية
–
الفازلين
أو السيليكون : وهي مواد تستخدم بهدف تسهيل عملية سحب الشموع من القوالب، وإعطاءها قدرا من اللمعان.
– مادة الستيرين : وهي مادة يتم استعمالها من أجل تلميع سطح الشموع أيضا وتعد من المواد الرخيصة للغاية.
– حامض الستيريك: ويعتبر مادة هامة في تصنيع الشموع بشكلها المطلوب؛ إذ أنه يعطيها قوامها الصلب الذي نراها عليه.
– الصبغات : في حال برزت الحاجة لصناعة شموع بألوان مختلفة، يمكن استعمال صبغات ولكن بمواصفات كيميائية معينة.
– العطور والزينة : ويتم استعمالها لتصنيع شموع عطرية جميلة مزينة بمواد مثل الصدف، والأحجار وغيرها.