مخاطر وحلول الغزو الثقافي الغربي

الغزو الثقافي الغربي هو أحد الأسلحة الحديثة التي تستخدمها الدول الأوربية في مواجهة ثقافتنا العربية والإسلامية وذلك للقضاء عليها باستخدام الشباب العربي كأداة سهلة التطويع لتنفيذ هذا الغرض لذلك كان من الواجب على جميع رجال الدول العربية من علماء ومثقفين ورجال الدين التصدي لمثل هذه الدعوات الغربية وتوفير الحلول الإيجابية لمواجهتها.


ما هو الغزو الثقافي الغربي ؟


هي مجموعة من القيم والمبادئ الغربية التي سعت المجتمعات الغربية على ترسيخها وإحلالها مكان القيم الإسلامية التي تمسك بها المسلمون لعقود طويلة وذلك من خلال إظهار هذه المبادئ في شكل المدنية والحضارة وتصوير المبادئ والقواعد الإسلامية بمظهر التخلف والرجعية واستخدام الشباب كوسيلة لترويج مثل هذه الأفكار حيث أن هذه الفئة العمرية تعد الأضعف من حيث سهولة التأثير عليها وذلك لقلة خبراتها في الحياة.


ما هي الأدوات التي يستخدمها الغرب في غزوهم الثقافي ؟


كل ما يتاح أمام الفرد من تكنولوجيا حديثة ووسائل اتصال ومعلومات يتم استخدامه وتوجيهه في إطار يخدم هذا المنهج وهو محو

القيم الإسلامية

والثقافات العربية والقضاء على الهوية العربية والإسلامية وذلك مثل تطبيقات الموبيل المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والإباحية على الإنترنت بدون أي رقابة إلى غير ذلك من المسلسلات والأفلام التي تصور للشباب الحياة على الشكل الأوربي بأنها غاية الطموح والأهداف التي يسعى لها الإنسان وترسيخ ذلك في نفوسهم وعقولهم من خلال الدعوات التي تخرج لتطالب بحقوق المرأة وتتهم الإسلام بالتعدي على المرأة وظلمها وسلب حقوقها وأنه دين يعظم الرجل ويضع من شأن المرأة وما إلى ذلك من اتهامات باطلة.


حقيقة المشكلة:


على الرغم من وضوح المشكلة والتحدث عنها بشكل كبير في الكثير من المحافل والبرامج إلا أننا حتى الآن لم نضع أيدينا على الحل المباشر فحقيقة المشكلة تكمن في الطرفين الطرف المتلقي وهو الجمهور وعامة الناس من جميع الفئات والطرف الآخر وهو العلماء والفقهاء من رجال الدين والعلم والثقافة وتوسيع الهوة بين الطرفين فلا يوجد نقطة اتصال أو ترابط بين الطرفين كذلك تخلي رجال الدين عن دورهم الحقيقي في تفعيل الدين داخل المجتمعات من خلال تبسيط وتطوير المفاهيم الدينية بلغة الحوار التي تصل إلى مفهوم وإدراك هذه الفئات المختلفة من الناس وخاصة الشباب منهم عديم الخبرة سهل التأثير والانقياد نحو الشهوات بمختلف أشكالها وألوانها، مما يجعل الشباب ينقاد نحو الأسهل والأكثر متعة وترفيه وهو ما يوفره الغرب لهم، كذلك تصوير الثقافات العربية والعادات والأخلاق على أنها لا تتناسب مع العصر الحديث وأنها من قبيل التخلف والرجعية لذلك كانت من أهم المشكلات التي تواجه شباب الأمة الإسلامية في هذا العصر هو الغزو الثقافي الغربي .


بعض الحلول لمواجهة هذه المشكلة:



1.

التربية العربية الإسلامية

:

تأتي على رأس القائمة فهي الأهم وهي أساس النبتة التي نزرعها بداخل أطفالنا منذ الصغر ويصبح هنا الدور الأساسي هو دور الأهل والمدرسة وذلك من خلال تدعيم ثقافتنا العربية وأحكامنا الإسلامية بصورة صحيحة ومبسطة ترسخ هذه المبادئ داخل عقول أطفالنا وذلك من خلال تعريف الأطفال بالشخصيات التاريخية العربية والإسلامية وما فعله السابقون من إنجازات لنصرة الدين الإسلامي والحفاظ على القومية العربية وكذلك الحفاظ على الصلاة والصوم وتعليم المبادئ الإسلامية كأساسيات لا يجب التغاضي عنها.


2. دور الدولة:

يجب أن تتكاتف كل أجهزة الدول العربية المعنية بالأمر بدءًا من الإعلام ووزارات الثقافة والتعليم وذلك لعمل خطة ممنهجة لمكافحة مثل هذه الظاهرة مثل الأفلام والمسلسلات والندوات العلمية الخاصة بالشباب والأطفال وحلقات تلفزيونية خاصة بالتوعية، حتى تطبيقات الموبيل وصفحات التواصل يمكن استخدامها في التواصل الإيجابي بما يخدم مصلحة الشاب والأسرة.


3.دور العلماء والفقهاء:

ويقصد بهم هنا ليس رجال الدين فقط ولكن يقصد أيضًا أساتذة الجامعات والمثقفون وعلماء النفس والاجتماع وأهل العلم من ذوي الخبرات وذلك لوضع منظومة متكاملة الأركان تعتمد على العلم والدين والثقافة وذلك لترسيخ المبادئ التي تعمل على مكافحة هذه الظاهرة.