حسن بن الصباح مؤسس الطائفة الاسماعيلية
حسن بن الصباح هو مؤسس الطائفة الاسماعيلية النزارية ، و التي عرفت بالحشاشين ، و قد ولد و توفى في
بلاد فارس
، و اتسم مذهبه هو و طائفته بالدموية المفرطة .
حسن بن الصباح
– هو حسن بن على بن محمد الصباح الحميري ، ولد في عام 1037 ميلاديا في بلاد فارس ، و توفى بها في عام 1114 ، و لقب بالعديد من الألقاب منها شيخ الجبل و شيخ
الحشاشين
.
– شهدت مدينة الري مولد هذا الرجل و تحدث المؤرخون عنه بأنه نشأ في بيئة شيعية عرفت بالطائفة الاسماعيلية ، و كانت هذه الطائفة تتبع الدولة الفاطمية .
– اتسمت شخصية حسن الصباح بالقوة و القيادة و الرغبة في نشر الدعوة ، و قد حاول فعليا نشر دعوته في بلاد فارس ، بعدها انتقل إلى مصر أيام
الخليفة المستنصر بالله
.
اعتناقه للمذهب الاسماعيلي
– قرأ حسن الصباح عدد من الكتب عن المذهب الاسماعيلي ، بعدها حاول التوصل إلى معلمين فقهاء في هذا المذهب ، و لم يجد أمامه سوى إمام واحد يتبع مذهب
الفاطميين
، و كان هذا الرجل يحاول نشر هذه الدعوة في العراق و غرب ايران ، فانضم له و طلب منه أن يساعده على نشر الدعوة في مصر .
– بالفعل انتقل حسن الصباح من مدينة الري متجها إلى مصر ، مرورا باصفهان و سوريا و بيروت و فلسطين ، و بقي بمصر لمدة ثلاث سنوات ، و يذكر أنه خرج من مصر مطرودا بعد خلاف مع أمير الجيوش .
– عاد حسن الصباح إلى ايران مجددا و بقي لمدة تسعة سنوات ، يستكشف في هذا المذهب ، حتى قرر فعليا البدء في نشر الدعوة و استقر في منطقة تعرف باسم دامغان ، و هي منطقة جبلية و قد استمر بها لمدة ثلاثة سنوات ، و حاول جذب السكان إليها .
تأسيس قلعة الموت
– أثناء هذه الرحلة كان لحسن الصباح عداوات و مطاردات من
السلاجقة
، مما جعله يحاول نشر دعوته و أفكاره بعيدا عن السلاجقة ، و هنا لم يجد أمامه سوى التفكير في قلعة منيعة تحميه هو و أتباعه ، و بالفعل قام ببنائها فوق صخرة مرتفعة ، في اوساط الجبال و اسماها قلعة الموت .
– لم يكن يعرف الباني الأساسي للقلعة ، و بقيت تحت أيديهم ( طائفة الاسماعيليين ) لعقود من الزمان ، و كانوا يسمونها بالباطنية .
– استمر حسن الصباح بهذه القلعة مدة قاربت خمسة و ثلاثين عاما بالمعنى الأدق بقي بها حتى وفاته ، وقتها بدأ في كسب الأنصار و السيطرة على عدد من القلاع الأخرى ، و بدأ في إرسال ميليشياته ليقتلوا الناس و يرتكبوا العديد من المجازر .
استخدام العنف في سياسة حسن الصباح
– بدأ حسن الصباح في توزيع دعوته فكان يرسل بعض الأشخاص من اتباعه للمدن الكبرى ، و بعضهم للأماكن النائية في هذا الوقت كان السلاجقة يعملون على مواجهتهم و طردهم ، بل و يعملون أيضا على تصحيح الأفكار عند الأهالي المتعاطفين معهم .
– كانت سياسة حسن الصباح و أتباعه تتسم بالاغتيالات خلسة ، و كانوا يسمون منفذي هذه العمليات بالفدائيين ، و من أشهر من قاموا باغتيالهم وزير نظام الملك في ذاك الوقت ، و قد تمت عملية الاغتيال عن طريق رجل تنكر في زي صوفي .
– بعدها انشقوا عن الفاطميين و توالت محاولاتهم في اغتيال الكثيرين ، و بقي سر قلعة الموت مبهم بالنسبة للكثيرين ، و كان من نتائج أفعال هؤلاء الأشخاص بلبلة و فتنة كبيرة حدثت في
مصر
على وجه التحديد .
وفاة حسن الصباح
توفى حسن الصباح في عام 1124 ميلاديا بداخل قلعته ، و لكن موته لم يكن نهاية هذه الدعوة فقد استمرت الصراعات المسلحة بين جماعة الاسماعيلية و السلاجقة لفترة طويلة من الزمان ، حتى تمكن
السلطان محمد على
من السيطرة على القلعة ، و قتل الكثيرين من اتباع الاسماعيليين .