حكم الانتماء للأحزاب الدينية

خلق الله سبحانه البشر على شكل واحد وعلى طبائع مختلفة لذلك جاءت الشريعة الإسلامية لتنحي هذه الطبائع جانبًا وتحيي في الإنسان مجموعة من السنن التي تسمو به عن جميع شهوات الدنيا، وجاء التحزب ليتعارض مع هذه السنن التي رسمها لنا الإسلام وينال منها ويحدو بالمسلم في طريق آخر بعيد لذلك كان من الواجب على جميع المسلمين أن يتحدوا تحت راية واحدة وحزب واحد ألا وهو حزب الله سبحانه وتعالى.


رأي العلماء في حكم الانتماء لأحزاب دينية:


يرى جمهور العلماء أن الأحزاب الدينية هي من البدع التي أحدثها الناس في الدين ونسبوه إليه وليس منه وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم في أمر

البدع

: «من أحدث من أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وقال أيضًا: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد»، ومنه أيضاً بدعة الروافض و

المعتزلة

والمرجئة والخوارج لذلك نرى أن الانتماء إلى هذه الأحزاب المحدثة في الدين فالواجب تركه فلا يجوز التعصب لأي جمعية أو حزب فيما يخالف الشريعة الإسلامية وأن ينتمي جميع المسلمين إلى كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم وأن يتعاونوا في ذلك حتى يصبحوا جميعًا من حزب الله الذي جاء ذكره في القرآن الكريم في آخر سورة المجادلة: {أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة:22].


صفات حزب الله المذكورة في القرآن الكريم:


وصف الله المنتمين لحزبه تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، فلا حزبية ولا تجمعات ولا انقسامات في الإسلام كلنا نعبد الله تجمعنا كلمة واحدة وهي الشهادة ودستور واحد وهو

القرآن الكريم

وشريعة واحدة هي الشريعة الإسلامية، وقد جاء في القرآن الكريم صفات حزب الله إذا قال الله فيهم: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [سورة الذاريات: 15-19] فهم المحسنون الذين يقومون بالأسحار للصلاة و

الاستغفار

وينفقون من أموالهم الصدقات للفقراء والضعفاء، وجاء فيهم أيضًا: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة:22]، فهم لا يخشون في الله لومة لائم وينتصرون للحق دائمًا، تأخذهم الغيرة والحمية على دين الله.


الخلاصة:


لا يوجد في الدين ما يسمى الحزب الإسلامي أو غير الإسلامي ويجب على كل المسلمين أن لا يشتركوا في مثل هذه الأحزاب فالمسلم حزبه الوحيد هو الإسلام ورايته الوحيدة التي يدافع عنها هي كتاب الله وسنة رسوله وليس راية حزب أو تجمع فلا يشغل المسلم عن هدفه الحقيقي الذي خلق من أجله وهو العبادة لله والابتعاد عن كل ما يلهي عن العبادة من شهوات الدنيا وحب السلطة والانتصار للرأي الشخصي وليس رأي الدين والادعاء بأن هذا كله في سبيل الله.