فضل المرابط في سبيل الله
جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في ذكر فضل المرابط في سبيل الله والترغيب فيه لما له من جزيل الثواب في الدنيا والآخرة وجاء ذكر المرابط على وجهين هما المرابط في سبيل الله والمرابط في انتظار الصلاة بعد الصلاة.
ما معنى المرابط في سبيل الله ؟
المرابط هو من يحبس نفسه في الثغور التي يخاف عليها من هجمات العدو من أجل تقوية وحماية المسلمين والدفاع عنهم، قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200]، وجاء في الحديث عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب؟» قلنا بلى يا رسول الله قال: «إسباغ الوضوء في أماكنها، وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد
الصلاة
فذلكم الرباط»، وعن دواد بن صالح قال: قال لي أبو سلمة بن عبدالرحمن: يا ابن أخي لم يكن في زمان النبي صل الله عليه وسلم غزو يرابط فيه ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة رواه ابن جرير.
الأحاديث التي وردت في فضل المرابط في سبيل الله:
– عن
عبدالله بن الزبير
قال: قال عثمان بن عفان رضي الله وهو يخطب على منبره : إني محدثكم حديثًا سمعته من رسول الله صل الله عليه وسلم، لم يكن يمنعني أن أحدثكم به إلا الضن بكم سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: «حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها».
– قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطً في سبيل الله فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر».
– قال أبو داود: حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية أنه سمع أبا سلام قال: حدثني السلولي أنه حدثه سهل بن الحنظلية: أنهم ساروا مع رسول الله صل الله عليه وسلم يوم حنين، فأطنبوا السير حتى كانت عشية فحضرت الصلاة مع رسول الله فجاء رجل فارس فقال: يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا أنا بهوزان على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين فتبسم النبي صل الله عليه وسلم وقال: «تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله تعالى» ثم قال: «من يحرسنا الليلة؟» قال أنس بن أبي مرثد: أنا يا
رسول الله
فقال: «فاركب» فركب فرسًا له فجاء إلى رسول الله صل الله عليه فقال له رسول الله: «استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا يغرن من قبلك الليلة» فلما أصبحنا خرج رسول الله صل الله عليه وسلم إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال: «هل أحسستم فارسكم؟» قال رجل: يا رسول الله ما أحسسناه فثوب بالصلاة فجعل النبي وهو يصلي يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضى صلاته قال: «أبشروا فقد جاءكم فارسكم» فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث رسول الله صل الله عليه وسلم فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما، فنظرت فلم أر أحدًا فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم: «هل نزلت الليلة؟» قال: لا إلا مصليًا أو قاضيًا حاجة، فقال له: « أوجبت فلا عليك ألا تعمل بعدها»
– عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب؟» قلنا بلى يا رسول الله قال: «إسباغ
الوضوء
في أماكنها، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط»