ما يجب على المسلم تجاه غير المسلم

يعيش المسلم في عالم تكثر فيه الديانات والعبادات لغير الله فما هو واجب المسلم تجاه من يدينون بغير الإسلام؟ وما هي المعاملات التي يمكن أن يبيحها الإسلام؟


ما يجب على المسلم تجاه غير المسلم:


يشرع للمسلم أن يتعامل مع غيره من غير المسلمين سواء مشركين أو كفار ما دامت المعاملات لا تتعرض مع الشريعة الإسلامية ولا تدعو إلى الشرك أو الكفر بالله وذلك مثل:


– أن يدعو المسلم غير المسلمين إلى عبادة الله عز وجل:

ويبين لهم حقيقة هذا الدين العظيم على القدر الذي يتاح له وبالقدر الذي يتمتع به من الفطنة والذكاء لأن هذا من الإحسان لما فيه من عظيم الثواب والأجر وفيه يقول رسول الله صل الله عليه وسلم: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا خير لك من

حمر النعم

» وأيضًا قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثال آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا» [رواه مسلم]، لذلك كانت الدعوة إلى الله من أعظم الأعمال تقربًا إلى الله عز وجل.


– مراعاة الحقوق وعدم الظلم:

وذلك بأن لا يظلمه في ماله أو عرضه أو نفسه سواء كان ذمي أو مستأمن أو معاهد لما في ذلك من العصمة له في ماله وفي عرضه وفي نفسه.


– المعاملات المالية:

وذلك مثل البيع والشراء والإجارة وغيرها من المعاملات الاقتصادية التي يسمح بها ويجيزها الإسلام وذلك لما روي عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه اشترى من الكفار واليهود وعبد الأصنام حتى أنه عندما مات كانت درعه مرهونة عند أحد اليهود في طعام اشتراه صل الله عليه وسلم لأهله.


– رد السلام:

وذلك لما كان محرم على المسلمين أن يبدأوا غير المسلمين بالسلام وفيه قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام» وذلك بأن يرد عليهم فقط بقوله وعليكم كما جاء في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم: «إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم».


– حسن الجوار:

وذلك أن كان للمسلم جيران من غير المسلمين يجب عليه أن يحسن إليه ويعامله معاملة طيبة لا تخل بأي شيء من ثوابت الدين، ويجوز له الأكل والشرب مما أحل الله معهم.


– جواز الصدقة:

يجوز للمسلم أن يتصدق من ماله على الفقراء من غير المسلمين ولكن لا تجوز الزكاة فهي خاصة بالمسلمين فقط وفيه قال الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8]، وهو أن الله يبيح للمسلمين التعامل مع الكفار والمشركين من غير المحاربين بالبر والإحسان.


الخلاصة:


جاء الإسلام دين العدل والرحمة و

الإحسان

ليحث المسلمين على التعامل مع غير المسلمين بالمودة والرحمة فيما لا يغضب الله ويؤدي لشرك أو معصية لما فيه من تحبيب وترغيب غير المسلمين في اعتناق الدين الإسلامي فقد دخل الإسلام للكثير من الدول الأوربية نتيجة التعاملات بين التجار من العرب المسلمين وبين الكفار في هذه البلاد فكانوا يرغبون في دخول هذا الدين لما يرون من أخلاق وأداب وتعاملات هؤلاء التجار، فالمسلم يجب أن يمثل الإسلام بجميع تعاليمه وأوامره ونواهيه والتي أهمها العدل والإحسان.