قصة مقتل خالد بن نبيح
علم رسول الله صل الله عليه وسلم ان خالد بن سفيان بن نبيح يجمع الناس ليتآمروا عليه ويقتلوه، فأرسل في طلب الصحابي عبدالله بن أنيس وطلب منه أن يقتله وقد فعل الصحابي، فكافاه رسول الله وأعطاه عصا وقال له أنها حجة وآية له
يوم القيامة
، وبعد أن مات الصحابي دفنت معه العصا.
قتل خالد بن سفيان بن نبيح:
عن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال: دعاني رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: «أنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني وهو بعرنة فاته فاقتله» قال: قلت يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه، قال: «إذا رأيته وجدت له قشعريرة» قلت: والذي أكرمك ما هبت شيئًا قط، قال: فخرجت متوشحًا بسيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صل الله عليه وسلم من القشعريرة، فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع و
السجود
، فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا، قال: أجل أنا في ذلك، قلت: باغي حاجة فهل من مبيت؟ فقال: نعم فألحق بي، قال: فمشيت معه شيئًا حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه.
البشرى لرسول لله:
يقول: خرجت حتى غشيت الجبل، فمكثت حتى إذا ذهب الناس عني خرجت حتى قدمت على رسول الله صل الله عليه وسلم فرآني فقال: «أفلح الوجه»، قال: قلت قتلته يا رسول الله، قال: «صدقت» قال: ثم قام معي رسول الله صل الله عليه وسلم فدخل بيته فأعطاني عصا فقال: «أمسك هذه عندك يا عبدالله ن أنيس» قال: فخرجت بها على الناس، فقالوا: ما هذه العصا؟ قال: قلت أعطانيها رسول الله وأمرني أن أمسكها، قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله فتسأله عن ذلك.
سر العصا:
يقول عبدالله: فرجعت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، فقلت: يا
رسول الله
لم أعطيتني هذه العصا؟ قال صل الله عليه وسلم: «آية بيني وبينك يوم القيامة أن أقل الناس المتخصرون يومئذٍ يوم القيامة» فقرنها عبد الله بسيفه، فلم تزل معه حتى إذا مات أمر ها فصبت معه في كفنه ثم دفنا جميعًا.
المستفاد من القصة:
– وجوب الطاعة لرسول الله في أوامره ونواهيه، لأنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
– قيام عبد الله بن أنيس بتنفيذ أوامر رسول الله وتعريض نفسه للخطر.
– بذل النفس والدماء في سبيل الله ورسوله هو أسمى المعاني التي قد يعيش من أجلها الإنسان.
– التأدب مع رسول الله في السؤال هو من خلق الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا.