نتائج عقوق الوالدين في الدنيا والاخرة

يعتبر عقوق الوالدين من أكبر الكبائر ومن أعظم الذنوب والتي من الممكن أن يقع بها الإنسان على مر حياته، فعقوق الوالدين من أهم الأمور التي نهانا عنها الله حيث قال في كتابه العزيز” ولا تقل لهما أوف ولا تنهرهما”، مع ذلك وعلى الرغم من نهى الإسلام عن الوقوع في تلك الكبائر إلا أننا نجد الكثير منا عاق لأبيه وأمه، وأصبح أمر عقوق الوالدين بالنسبة للكثيرين أمراً طبيعيا، و لكن هو ليس بالطبيعي فان عقوق الوالدين من أشد الأمور التي تغضب الله عز وجل فعقوق الوالدين له جزاء كبير في الدنيا والآخرة ، ذلك الأمر الذي يتجاهله الكثير منا ماضيا في عقوق الوالدين وغير مبالين بنتائج التي يتسبب بها في الدنيا وفي الآخرة.


أشكال عقوق الوالدين

وتتعدد الصور المتبعة في عقوق الوالدين، ويعتبر عقوق الوالدين من أكثر الكبائر التي تغضب الله، نظراً للمكانة الكبيرة التي تحتلها منزلة كل من الأب والأم ،ولكن على الرغم من تشديد الإسلام ونهيه عن الوقوع في تلك الكبائر، إلا أن العض منا قد يتجاهل لتلك العقوبة ويمضي في عقوق الوالدين مسببا لهم الإهانة الكبيرة والتعب، ومن الممكن أن يكون عقوق الوالدين على صورة، أن يتسبب لشخص منا في إبكاء والديه عن طريق أهانتهم أو رفع الصوت عليهم.

أيضا التعمد في إحراجهم والتسبب في الحزن لهم عن طريق القيام بأفعال تسبب لهم الحزن والغضب، ومن صور عقوق الوالدين هو عدم الطاعة لهما في الكثير من الأمور وكثرة الانتقادات الموجهة إليهم في جميع التصرفات، تماما مثلما نجد الكثير من الأبناء ينتقدون ويغضبون عن الطعام الذي تعده الأم وقد لا ينتهي الأمر بالغضب فقط بل وقد يتطور الأمر إلى الإطاحة به على الأرض والسب والشتم للأمهات في الكثير من الأحيان.

هذا ولقد انتشرت في الفترة الأخيرة ، صوراً بشعة من صور الحقوق بالوالدين ، إلا وهى القيام بضرب الوالدين وتوبيخهما  والدعاء عليهما بالزوال ، وكذلك أيضا يقوم بعض الأبناء بتفضيل الزوجة على والديه، والإهمال لهم وعدم الرعاية لهم وكذلك أيضا عدم الدعاء لهم سواء كانوا أحياء أم أمواتاً.


أسباب عقوق الوالدين

هناك أسبابا متعددة تؤدي إلى حدوث عقوق الوالدين، ذلك الأمر الذي يهين كل منا نفسه عند القيام به بل ويغضب الله علينا أيضا، وأية أسباب هذه التي تجعلنا نغضب الله عز وجل منا ، والأسباب التي تؤدي إلى عقوق الوالدين كثيرة والتي من أبرزها هو انتشار الجهل وعدم الوعي بمدى خطورة ذلك الجرم وبشاعته، حيث أن ذلك الجهل قاتل لصاحبه، فإذا تجاهل كل شخص منا خطر عقوق الوالدين لصار ذلك الأمر بصورة عادية ومتكررة ، وقد يكون سوء التربية من أهم أسباب العقوق،فقيام الوالدين بتدليل أبنائهم أكثر من اللازم، الأمر الذي يجعلهم في الكبر لا يبالون بآبائهم ولا يشعرون بهم .

كما أنه من الممكن أن تترك الصحبة السيئة للأولاد الكثير من الآثار السلبية والتي تجرئهم على القيام بعقوق الوالدين، أسوة منهم بما يفعله أصدقائهم أو يرونه لهم ، و في بعض الأحيان قد يرتكب الآباء أخطاء تسبب في عقوق أبنائهم ، وقد تتلخص تلك الأخطاء في قيام الآباء بالتفرقة بين أبنائهم مما يتسبب في مشاعر الغيرة بين الأبناء وبعضهم البعض، كما يؤدي أيضا إلى توليد نوعا من مشاعر الكره وعدم الاحترام من الأبناء لآبائهم بل والتعدي ليهم في أغلب الأوقات.

وقد يقاطع الأبناء أبائهم لفترات طويلة بسبب بعض المشاكل التي يتسبب فيها بعض الأزواج والزوجات، فقد يبتلى الله الفرد منا بزوجة لا تخشي الله تتسبب في عمل الكثير من المشاكل بين الابن ووالديه وتجبره على عقوقهما ومقاطعتهم والبعد عنهم ، ولقد جاء القرآن الكريم بالكثير من الآيات والتي شددت على عقوبة من يفعل تلك الجريمة ، كما نهانا رسول الله عن الوقوع في تلك الكبائر التي نعاقب عليها في الدنيا وفي الآخرة، حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم” إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه”كما قال أيضا” ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟فقلنا بلي يا رسول الله قال ثلاثاً الإشراك بالله وعقوق الوالدين”


عقوبة عقوق الوالدين

و لعقوق الوالدين أشد أنواع العذاب في الدنيا في الآخرة ، وجزاء من يقوم بها في الدنيا ألا يقبل له عملاً ولا يبارك الله له في رزقه بل وتلعنه الملائكة في كل وقت وحين، كما لا يرفع له دعاء ولا تقبل منه شهادة ، ويتمثل جزاء عقوق الوالدين في الآخرة، لا ينظر الله لعاق يوم القيامة كما يؤخر الله دخوله للجنة ويعذبه أشد العذاب في قبره.