معلومات عن أهل الصفة
أهل الصفة هم فقراء المسلمين من المهاجرين والغرباء الذين لا مأوى لهم ولا أهل وقد أعد لهم رسول الله صل الله عليه وسلم مكانًا داخل المسجد النبوي وسماه الصفة أو الظلة وكان النبي يهتم لشأنهم ويأنس بهم وبصحبتهم ويشركهم في طعامه وشرابه.
أهل الصفة بالمدينة
كان أهل الصفة من المتعبدين المنقطعين لتلقي العلم والعبادة ولم ينشغلوا بمتاع الدنيا ولكنهم أيضًا لم ينقطعوا عنها فقد كانوا يشاركون الصحابة في الغزوات ويخرجون للعمل ولكنهم كانوا فقراء يعيشون على التمر والصدقة وقد نزل فيهم قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273)} [سورة البقرة : 273]
وكان المسلمون يتناولونهم بالرعاية فيأخذ الواحد الرجل والرجلين من أهل الصفة يطعمهم في بيته، أو يبعثون بصدقاتهم من الرطب لأهل الصفة فكانت تعلق السقف وأراد المنافقون أن يفعلوا ذلك رياءً منهم وليس شفقة على حال أهل الصفة فكانوا يرسلون لهم الرطب الرديء وجاء فيهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267)} [سورة البقرة: 267]
الأحاديث التي جاءت عن أهل الصفة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رأيت سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم، فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته.
عن فضالة بن عبيد قال: كان النبي صل الله عليه وسلم إذا صلى يخر رجال من قامتهم لما بهم من الجهد، وكانوا أصحاب الصفة، حتى تقول الأعراب: إن هؤلاء لمجانين، فلما قضى الصلاة انصرف إليهم فقال: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة، قال فضالة: وأنا مع النبي يومئذ.
عن أبي حرب أن طلحة حدثه وكان من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم قال: أتيت المدينة وليس لي بها معرفة فنزلت في الصفة مع رجل فكان بيني وبينه كل يوم مد من تمر، فصلى رسول الله صل الله عليه وسلم ذات يوم فلما انصرف قال رجل من أصحاب الصفة يا رسول الله أحرق بطوننا التمر وتخرقت عنا الخنف؟ فصعد رسول الله صل الله عليه وسلم فخطب ثم قال: «والله لو وجدت خبزًا أو لحمًا لأطعمتكوه أما أنكم توشكون أن تدركوا ومن أدرك ذلك منكم أن يراح عليكم بالجفان وتلبسون مثل أستار الكعبة» قال: فمكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يومًا وليلة ما لنا طعام إلا البرير حتى جئنا إلى إخواننا من الأنصار فواسونا وكان خير ما أصبنا هذا التمر