مولد سيدنا محمد رسول الله و طفولته

اقتدت الحكمة الآلهية أن يكون كافة الأنبياء من عامة الأقوام ، أناس عاديين ليسوا فوق العادة و ليسوا أغنياء ، بل أن ظروفهم مثل أي شخص في أقوامهم .


متى ولد رسول الله

– ولد محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة ، و كان ذلك في الثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام 571 ميلاديا ، الموافق يوم الأثنين ، و يعرف هذا العام في التاريخ بعام الفيل ، ذلك العام الذي حاول فيه ابرهه الحبشي هدم الكعبة ، فكانت نتيجته الهلاك بقدر من الله تعالى حسب ما ورد في سورة الفيل .

نسب رسول الله

– والد سيدنا رسول الله هو عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، و قد توفي قبل ميلاد رسول الله ، و ولد يتيما أما عن والدته فكانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة .

– حينما ولد سيدنا محمد أرسلته أمه إلى جده فقام الجد بحمله ، و دخل به الكعبة المشرفة ، و دعى له و اسماه محمد و يرجع نسب سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في الأساس إلى نبينا إبراهيم .


مرضعة الرسول حليمة السعدية

كان من عادة أشراف القبائل في قريش ، أن تقوم بارضاع أطفالهم بعد المرضعات في البادية ، و الهدف من ذلك إتاحة الفرصة للطفل ليعيش في مناخ البادية في السنوات الأولى من عمره ، و قد التمس جده العديد من المرضعات ، حتى قدمت بعض السيدات من بني سعد ليجدن أطفال ، و كانت من بينهم حليمة السعدية التي بقيت بدون طفل ، و كانت لا تود اصطحابه لكونه يتيم ، و لكنها أبت أن تعود بدون طفل فأخذته ، و مكث معها سنتين و حينما انقضت المدة ذهبت مرة أخرى لأمه لتلتمس أن يبقى معها مرة أخرى ، فبقي عندها حتى بلغ الخامسة ، و وقتها حدثت تلك الواقعة المعروفة باستخراج العلقة من قلبة التي تعرف بحظ الشيطان ، و بعدها عاد الطفل إلى أمه .


موت الأم و كفالة الجد


– كانت المرحلة التالية من حياة النبي هي عودته لأمه مرة أخرى ، و بقي معها حتى بلغ السادسة من عمره ، وقتها قررت الأم أن تصطحبه معها لزيارة لأخواله في يثرب ، و كان بصحبتهم حاضنته أم أيمن و في طريق العودة من يثرب ماتت الأم في منطقة تعرف بالأبواء ، و رجعت معه فقط أم أيمن و انتقلت كفالته إلى جده .

– كان جد سيدنا محمد أحد أشراف مكة ، و قد كفله حتى بلغ الثامنة من عمره ، و يذكر أن جده كان يصطحبه معه في كافة الأمور الهامة في ذلك العمر الصغير ، مما كان عاملا هاما في نشأته .


عم النبي أبي طالب

– بعد ذلك تكفل عم النبي أبي طالب بن عبد المطلب به ، و كان يحبه حبا جما و قد ساعده في تعلم التجارة ، و اصطحبه معه في العديد من رحلات الشام التجارية ، و كان عمره وقتها اثنى عشر عاما ، و من أشهر المواقف في هذا الوقت عندما قابل أحد الرهبان يعرف باسم بحيرا ، ذلك الرجل الذي تعرف على سيدنا محمد و علم بأمر يتمه ، و وجد خاتم النبوة بين كتفيه وقتها طلب من عمه أن يرجعه فورا إلى مكة ، و ذلك لأنه خاف عليه من اليهود .

– عرف عن سيدنا محمد في ذاك الوقت صدقه الشديد و أمانته و حسن خلقه ، و كان يعمل بالتجارة و رعاية الأغنام و كان ذلك سببا في تعرف السيدة خديجة زوجة الرسول عليه ، حيث أنها حينما علمت بأمانته طلبت منه أن يتاجر لها ، و كان من أشهر رحلاته التجارية لها تلك التي كانت لبلاد الشام ، و التي كانت نتيجة لزواجه منها فيما بعد .