أغرب فرضيات الأرض المجوفة والمقعرة
اعتدنا على مر العصور الاستماع لتوقعات وافتراضات علمية غريبة يثبت صحة بعضها وخطأ معظمها، وكان من أغرب تلك الفرضيات ما تتحدث حول تجويف الأرض أو تقعرها وما إلى ذلك من فرضيات.
فكرة الأرض المجوفة
هي عبارة عن فكرة سادت في عصور قريبة عندما اعتبر بعض العلماء أن
الأرض
هي كرة عظيمة مجوفة من الداخل، وأن هذا التجويف كلي أو جزئي، إلا أن تلك الفرضيات لاقت العديد من الردود التي فنَّدت وانتقدت ذلك بالبراهين والأدلة؛ وبناء عليه رفض المجتمع العلمي هذه الفكرة منذ القرن الثامن عشر.
افتراضات تجويف الأرض
1- في العصور القديمة كانت قد ظهرت بعض المفاهيم التي تعتبر أن هنالك عدة أراضي داخل بعضها البعض وانتشرت ضمن القصص الشائعة للديانات الشرقية، ومن هنا انتشرت فكرة وجود عالم تحت الأرض وآمن بهذا الاعتقاد الكثير من البلدان وشجعهم على ذلك اكتشاف كهوف عديدة في باطن الأرض والجبال.
2- انتشرت قصة تعتبر ضمن الأساطير القديمة، حول كهف يسمى “كروتشان” أو “بوابة أيرلندا إلى الجحيم”، وغيرها من القصص التي تتحدث حول كهوف وأنفاق طبيعية منتشرة وتعتبر بوابات للعالم الأرضي، والتي تدلل على أن الأرض مجوفة من الداخل وبها عوالم أخرى مشابهة.
3- هناك فرضية شهيرة عرضها عالم الفلك الشهير “إدموند هالي” في عام 1692، حيث اعتبر أن الأرض تبدا في التجوف بعد مسافة متصل إلى حوالي 800 كم من مركز الأرض.
4- في القرن السابع عشر أيضا انتشرت الفكرة وأيدها عدد من علماء أمريكا الذين اعتقدوا بأن الأرض مجوفة وبها من الداخل شمس على هيئة نواة داخلية.
5- في أوائل القرن العشرين عرض “مارشال غاردنر” كتابه الشهير بعنوان “رحلة إلى جوف الأرض”، وفيه اعتبر أن باطن الأرض له العديد من البوابات والمداخل التي يمكن ولوجها عبر القطبين الشمالي والجنوبي.
6- تتداول فرضية الأرض المجوفة في الكثير من الحكايات المرتبطة بالفلكلور الشعبي في كثير من الدول، وفي مجالات الخيال العلمي.
7- تنتشر العديد من الكتب والأبحاث والدراسات التي تدور حول فكرة أن الأرض مجوفة، ومنها كتاب “خيال الأقطاب” الذي ألفه “وليام ريد”، وكتاب “رحلة إلى جوف الأرض”.
فكرة الأرض المقعرة
بعد انتشار فرضية أن الأرض مجوفة ترتب عليها ظهور فرضية أخرى تعتقد بأن الأرض مقعرة ونحن نعيش بداخلها على الجزء المقعر من الكون، وهذه الفرضية تعتبر أن الكون نفسه يقع في داخل هذا العالم، وبهذا المنظور يصبح ما بداخل الأرض “خارجياً” وما في خارجها “داخلياً”، وفي هذا السياق بالفعل أصدر عالم الرياضيات المصري “مصطفى عبد القادر” العديد من الأبحاث العلمية والمؤلفات التي وضعت خريطة مفصلة لنموذج الأرض المقعرة من وجهة نظره.
نقد فرضيات تجويف وتقعر الأرض
1- الجاذبية الأرضية:
كانت
الجاذبية الارضية
هي أبرز ما فنَّد فكرة أن الأرض مجوفة؛ كما أن الأرض لو مجوفة فلن تكون للقشرة المجوفة القدرة على تحقيق التوازن وستنهار لا محالة.
2- الزلازل:
المعلومات التي توصل العلم إليها حول
الزلازل
وكيف أن الألواح الأرضية تتحرك وتتسبب في هزات أرضي، يؤكد أن الأرض ليست مجوفة بل إن فيها ألواح وصخور صلبة ومعادن وأنها ليست مجوفة اطلاقا.
3- الأدلة المرئية:
تعتبر حفرة بئر كولا العظيم وهي أبرز الأعمال البشرية التي تم تنفيذها في
الاتحاد السوفيتي
سابقا، وهي حفرة عميقة للغاية تصل بشكل عمودي إلى حوالي 12 ألف كيلومترا ويزيد قليلا، وذلك في عام 1989، وهو المشروع الذي توقف بسبب إرتفاع درجة الحرارة بشكل كبير إذ وصل إلى 180 درجة، بالإضافة إلى توقف التمويل بإنتهاء وجود الاتحاد السوفيتي، ولكن هذا المشروع يثبت أن الأرض غير مجوفة، إذ أنه على طول أكثر من 12 ألف كيلو متر لم يصل الإنسان لرؤية تجويف داخل الأرض.