كيفية استقبال اليهود للرسالة المحمدية

جاءت الرسالة المحمدية بعد أن بشرت ها الكتب السماوية السابقة وهي التوراة والإنجيل وكان من أهل الكتاب ما يعلمون بمجيء الرسول وأوصافه فكانوا يتنبؤون بمجيئه، فمنهم من أسلم ومنهم من أنكر وكذب رسالته لما رأوا فيها من تهديد لمصالحهم الشخصية،


القصة الأولى:


عن سلمة بن سلامة بن وقش وكان سلمة من أصحاب بدر، قال: كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل، قال فخرج علينا يوما من بيته حتى وقف على بني عبد الأشهل قال سلمة وأنا يومئذ من أحدث من فيه سنا على بردة لي مضطجع فيها بفناء أهلي، فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار، قال: فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان أن بعثا كائن بعد الموت، فقالوا له: ويحك يا فلان ينبهون هذا كائنًا أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار ويجزون فيها بأعمالهم؟ قال: نعم والذي يحلف به، ولود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدار يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطينونه بأن ينجو من تلك النار غدًا، فقالوا له: ويحك يا فلان فما آية ذلك، قال: نبي مبعوث من نحو هذه البلاد وأشار بيده إلى مكة واليمن، فقالوا: ومتى نراه، قال: فنظر إلي وانا من أحدثهم سناً فقال: إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه، قال سلمة: فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله محمد رسوله صل الله عليه وسلم وهو حي بين أظهرنا فآمنا به وكفر به بغيًا وحسدا، قال فقلنا له: ويحك يا فلان ألست الذي قلت لنا فيه ما قلت، قال: بلى ولكن ليس به.


القصة الثانية:


عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: سمع عبدالله بن سلام بقدوم رسول الله صل الله عليه وسلم وهو في أرض يخترف فأتى النبي صل الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي، فما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: فأخبرني بهن جبريل آنفًا قال: جبريل؟ قال: نعم، قال: ذلك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [البقرة:97]، أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزعت، قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله، يا رسول الله إن اليهود قوم بهت وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني، فجاءت اليهود فقال النبي صل الله عليه وسلم: أي رجل عبد؟ قالوا: خيرنا وسيدنا وابن سيدنا، قال أرأيتم إن أسلم عبدالله بن سلام؟ فقالوا: أعاذه الله من ذلك، فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا وانتقصوه، فقال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله.