اضطراب الهوية الانشقاقي و أهم أعراضه
من بين الاضطرابات التي تتعلق بالهوية و التي فسرها علماء النفس ، اضطراب الهوية الانشقاقي ، أو بالمعنى الدارج اضطراب تعدد الشخصيات .
اضطراب الهوية الانشقاقية
– يظهر اضطراب الهوية الانشقاقية على شكل حمل المريض لشخصيتين مختلفتين و منفصلتين تماما ، هاتين الشخصيتين لهما سيطرة بالغة على طبيعته و تصرفاته ، حتى أن الشخص عندما يبدأ في التعامل على كونه واحدا من هذه الشخصيات ، لا يمكنه تذكر ما قد قام به عندما يرجع للشخصية الثانية .
– أما عن معدلات المرض ، فالنساء هن الأكثر إصابة به عن الرجال ، حتى أن من بين عشرة أفراد يعانون من هذا الاضطراب ، يوجد تسعة سيدات أمام رجل واحد .
أعراض اضطراب الهوية الانشقاقية
– أولا تظهر الأعراض الاكلينيكية على شكل أن المريض ينادي على نفسه بأحد الأسماء التي يحملها في كلا الشخصيتين ، و يعيش في صراع داخلي فيما بين هذه الشخصيات المتداخلة ، حتى أنه يشعر بانقسامات شديدة .
– في الكثير من الأوقات يعاني المرضى من هذا الأمر بعد تعرضهم للصدمات الشديدة ، فيجدون بعض الأعراض التحولية ، و الاضطرابات الوجدانية ، و العديد من الأعراض المتداخلة ، التي تنسج معا هذا المرض .
– بعض المرضى يعانون بشكل شديد من
التقلبات المزاجية
السريعة و المتكررة ، و التي تكون في الغالب اكتئاب شديد ، ناتج عن الصدمة النفسية التي تعرض لها الشخص ، و انتجت تلك الحالة الانشقاقية التي يعاني منها .
– البعض يتعرض للعديد من
الوساوس القهرية
، التي تؤثر على حالته بشكل مباشر ، و التي تتعلق أيضا بتلك الصدمة ، و التي يرغب في الهروب من تفاصيلها ، و عدم التعرض لها مجددا ، و تتمثل هذه الوساوس ربما في الخوف من الخروج من المنزل أو للرغبة في غلق الأبواب بشكل جيد ، أو للخوف من القذارة فيعتمد على غسل يديه مرارا ، أو حتى للخوف من العد فيشعر بالتشتيت الشديد في انتباه عقله .
الفرق بينه و بين الاضطراب الكاذب أو المفتعل
– هناك العديد من المرضى يحاولون ادعاء أنهم مصابين بهذا المرض ، و لكن هناك بعض الأعراض أو التصرفات التي تكشفهم ، و تظهر هذه الأعراض على شكل تضخيم شديد للأعراض و الشكاوى .
– عادة يكون هذا الشخص كاذب ، و يستخدم هذا الأمر ليجد مبرر للأفعال العدوانية التي تصدر منه .
– الشخص المريض فعليا لا يمكنه تذكر كافة التفاصيل التي تتعلق بالشخصية المنشقة عنه ، أما الكاذب فيدعي
فقدان الذاكرة
في السلوكيات الخاطئة فقط التي قام بها .
– يلاحظ على هذا الشخص المدعي أنه يحاول تضخيم تصرفاته عندما يكون تحت الملاحظة ، هذا فضلا عن أنه تتسم الشخصية الثانية ، بالعمل على حل مشاكل الشخصية الأولى .
– الشخص المصاب فعلا يعاني في الغالب من التوتر و
الخجل
، و الذي يظهر للمحيطين به على شكل إرتباك ، في حين أن الشخص المدعي لا يعاني مطلقا من أيا من هذه الأعراض .
مسار و تطورات المرض
– بعد الكثير من الأبحاث حول شخصيات أصيبت باضطراب الهوية الانشقاقية ، و لم يتم علاجهم على النحو الصحيح ، لوحظ أن حياتهم تضم أفعال متحرشة ، و عدد من السلوكيات العدوانية ، و التي تظهر بشكل مستمر .
– هذه التصرفات و الأفعال تؤثر بشكل مباشر على أفراد عائلتهم ، و تحديدا على الأطفال ، مما يساعد على إنتقال المرض بين أفراد العائلة الواحدة .
– بعض النظريات أثبتت أن المصابين بهذا الاضطراب غالبا ما تنتهي حياتهم ب
الانتحار
أو الموت ، نتيجة لأحد التصرفات الخطيرة التي يفعلونها أثناء إصابتهم بهذه النوبات .
– من أكثر ما يزيد من سوء هذا النوع من الاضطرابات ، أن يكون مصاحب لأمراض أخرى ، سواء كانت هذه الأمراض أمراض عضوية أو اضطرابات ذهانية أو اضطرابات في الأكل أو أنه يكون مدمن .