علاقة التهاب المفاصل بالتهاب الأوعية الدموية
التهاب الأوعية الدموية هو مصطلح عام يشير إلى إصابة الأوعية الدموية بالالتهاب ، وعندما تحدث هذه الحالة ، فإنها تضعف ، تتمدد ، وحتى يزداد حجمها أو تصبح ضيقة ، وربما تصل إلى مرحلة الإغلاق تماما .
يمكن أن يؤثر التهاب
الأوعية الدموية
على جميع الفئات العمرية ، ولكن توجد بعض الأنواع التي تحدث لفئة عمرية محددة أكثر من الأخرى غالبا .
توجد بعض أنواع التهاب الأوعية الدموية الذي يصيب أعضاء معينة من الجسم ، ومثال على هذا التهاب الأوعية الدموية الذي يصيب الجلد ، العين ، الدماغ أو غيرهم من الأعضاء الداخلية ، كما يوجد نوعان من التهاب الأوعية الدموية التي يمكن أن تؤثر على أعضاء الجسم ، وبعض هذه الأنواع عموما تكون بسيطة ولا تحتاج لعلاج محدد ، والبعض الآخر يكون شديد ويؤثر على بعض الأجهزة الحساسة في الجسم .
أسباب التهاب الأوعية الدموية :
السبب غير معروف في كثير من الحالات ، ولكن في قليل من الحالات يمكن أن ترجع أصوله إلى التهابات حديثة أو مستمرة ، مثل التي تنتج عن فيروسات معينة ، وأحيانا يحدث التهاب الأوعية الدموية نتيجة رد فعل تحسسي لأحد الأدوية .
في بعض الأحيان يمكن أن يتطور التهاب الأوعية الدموية بعد الإصابة بالعدوى والشفاء منها ، وفي هذه الحالة تسبب العدوى استجابة غير طبيعية في الجهاز المناعي للمريض ، مما يسبب تلف الأوعية الدموية ، كما يمكن أن يرتبط التهاب الأوعية الدموية ببعض الأمراض المناعية الأخرى التي يمكن أن يكون قد أصيب بها المريض قبل شهور ، على سبيل المثال يمكن أن يكون أحد مضاعفات
التهاب المفاصل الروماتويدي
، الذئبة أو متلازمة سوغرن .
مدى خطورة التهاب الأوعية الدموية :
يمكن أن يكون التهاب الأوعية الدموية خطير ، في بعض الحالات ، عندما يضعف جزء من الوعاء الدموي ، فإنه يتمدد وينتفخ ( تسمى تمدد الأوعية الدموية ) ، وعندما تصبح جدران الأوعية الدموية أكثر ضعفا ، فإنها تتمزق وتنزف ، وربما تسبب الوفاة ، ولكن لحسن الحظ تحدث هذه الحالة نادرا .
عندما تلتهب الأوعية الدموية وتضيق ، ربما يحظر إمداد الدم إلى منطقة الجسم التي يخدمها جزئيا أو كليا ، إذا لم يكن استبدال الأوعية الدموية ( الأوعية الدموية الجانبية) متاح بجودة عالية لنقل الدم إلى مثل هذه الأماكن ، فإن الأنسجة المدعومة بواسطة الأوعية تموت ، لذلك فالتهاب الأوعية الدموية يمكن أن يحدث في أي جزء من الجسم ، أي أنسجة أو أي عضو .
أعراض التهاب الأوعية الدموية :
يمكن حدوث الكثير من الأعراض المتعلقة بالتهاب الأوعية الدموية ، فعند إصابة الجلد يمكن أن تحدث حكة ، وإذا كانت الأعصاب تعاني من فقدان إمداد الدم ، فيحدث شعور غير طبيعي يليه فقدان الإحساس أو ضعف العضلات .
التهاب الأوعية الدموية بالدماغ يمكن أن يسبب سكتة قلبية ، أو ينتج عنه
نوبة قلبية
، التهاب في الكلى يمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي ويتم ملاحظة ذلك عن طريق اختبارات البول .
وفي بعض الأحيان تكون أعراض عامة مثل الحمى ، فقدان الشهية ، فقدان الوزن وفقدان الطاقة ، إذا كنت تعاني من أي أعراض غير عادية ، ينبغي استشارة الطبيب .
كيفية علاج التهاب الأوعية الدموية :
يعتمد العلاج على تشخيص العضو المصاب بالتهاب الأوعية الدموية ، وعندما يكون التهاب الأوعية الدموية ناتجا عن رد فعل تحسسي ، فربما يختفي من تلقاء نفسه ولا يتطلب علاج ، وفي حالات أخرى مثل إصابة الرئتين ، الدماغ ، الكلى فالتدخل العلاجي يعد أمرا ضروريا .
يتكون العلاج عموما من الأدوية الكورتيكوستيرودية ، أو ببساطة “المنشطات” ، وتستخدم أدوية العلاج الكيميائي ( مثل تلك المستخدمة في
علاج السرطان
) ، ولكن بجرعات أقل ، والهدف من هذا العلاج هو قمع الاستجابة المناعية الشاذة التي أدت إلى تلف الأوعية الدموية .
كما يشمل العلاج الآخر الميثوتريكسات أو السيكلوفوسفاميد (سايتوكسين) ، ودواء بيولوجي يسمى توسيليزومات (أكتيمرا) ، ويستخدم عن طريق الحقن تحت الجلد لخفض جرعات المنشطات ، فيمكن استخدام هذ ين النوعين معا .
توقعات مريض التهاب الأوعية الدموية :
يعتمد مستقبل مريض التهاب الأوعية الدموية على نوع الالتهاب المصاب به ، في الماضي كان من المتوقع أن يبقى المريض على قيد الحياة لأسابيع أو شهور فقط ، ولكن اليوم يمكن أن تمتد الحياة العادية مع تناول العلاج المناسب ، ويرتبط نجاح العلاج بالتشخيص المناسب ، ومتابعة العلاج للتأكد من عدم تطور الآثار الجانبية .
عندما يصبح التهاب الأوعية الدموية تحت السيطرة ، فيمكن سحب الأدوية بحذر ، على أمل أن تستقر حالة المريض بدون علاج ، وهناك بعض الحالات الشديدة التي تكون بحاجة لمتابعتها مع الطبيب لبقية حياتهم