مفهوم الحوكمة في إدارة المؤسسات

تتعدد تعريفات مجال

إدارة الأعمال

نظرا لتشعب مجالاته وكثرة اهتماماته؛ لا سيما مع ظهور خطط واستراتيجيات ومبادئ جديدة للإدارة، ومن أبرز تلك المفاهيم ما يسمى بالحوكمة، وهو ما سنوضحه تفصيلا فيما يلي.


تعريف الحوكمة


الحوكمة هي مصطلح جديد على اللغة العربية يعبر عن أنشطة الحكومات أو الشركات أو المؤسسات بشكل عام، وهو مصطلح يقابله في اللغة الإنجليزية كلمة (governance) وفي اللغة الفرنسية كلمة (gouvernance)، وأيضا نجد أن مصطلح “الحاكمية” يستعمل كذلك ليعبر عن نفس المضمون.

وكما عرفها خبراء إدارة الأعمال أنها ذاك النشاط الذي تقوم به الإدارة، والذي يتعلق بالقرارات التي تحدد نتائج كبيرة لدى المؤسسة، كتوقع تصرفات المنافسين والبناء عليها، أو منح السلطة، أو التحقق من الأداء المهني للافراد، وهي تتألف إما من عملية منفصلة أو من جزء محدد من عمليات الإدارة أو القيادة.


حوكمة الشركات


مصطلح الحوكمة لا يطلق فقط على أنشطة الحكومات والدول، بل نجده كذلك يطلق على أعمال الشركات والمؤسسات؛ فعند الحديث عن منظمة ما سواء كانت هادفة أو غير هادفة للربح، نجد ان الحوكمة تعني إدارة متسقة، وسياسات متماسكة، والتوجيه، والعمليات، واتخاذ القرارات في جزء معين من المسؤولية.


الفرق بين الحوكمة والحكومة


بالطبع هناك فرق كبير بين اللفظين حتى وإن تشابهت أحرفهما لتلك الدرجة؛ فإذا أردنا التمييز والمقارنة بين المصطلحين سنجد أن لفظة “الحوكمة” هي تلك الأمور والقرارات والبيانات والتحركات الي تقوم بها “الحكومة” أو تصدرها أو تنوي فعلها داخل الكيان الرئيس أو مختلف فروعها، أي أن أحد اللفظين هو الفعل، بينما الآخر هو المفعول.

ومن الاختلافات العملية بين المصطلحين، نجد أن الحكومة قد تتعدد أنواعها؛ فقد تكون هنالك حكومة جغرافية سياسية (دولة قومية)، أو شركات حكومية (كيان تجاري)، أو حكومة اجتماعية سياسية (قبيلة، أسرة، الخ)، أو أي عدد من أنواع مختلفة من الحكومات، بينما لفظة الحوكمة تعبر فقط عن تلك الممارسات الحركية لسلطة الإدارة والسياسة، بالرغم من أن الحكومة هي الأداة (بشكل إجمالي) التي تقوم بهذه الممارسة، وفي كثير من الأحيان ما يتم استخدام مصطلح الحكومة على أنه مرادف لمصطلح الحوكمة، وكمثال على ذلك نجد كما هو الحال في الشعار الكندي، “السلام والنطام والحكومة الجيدة”.


العمليات والحوكمة


عملية الحوكمة يمكن أن تتم أو تمارَس داخل أية منظمة بغض النظر عن حجمها سواء كان فردا واحدا أو منظمة كبرى تحوي مجموعة أو مجموعات عدة، أو حتى قرارات وعادات وتصرفات جمعية تشمل العالم والبشرية جمعاء، وقد توظف الحوكمة لأي غرض كان، خيرا أو شرا، ومن أجل الربح أو لا، ولكن الغرض المعقول للحوكمة ربما يهدف إلى التأكيد (أحيانا نيابة عن الآخرين) بأن المنظمة تنتج نمطا مجديا من النتائج الجيدة مع تجنب النمط غير المرغوب فيه في الظروف السيئة.

أما عن مكونات الحوكمة فنجد أنها قد تتكون الحوكمة من مجموعة من المواقف المترابطة التي تمارسها السلطات القسرية التي تؤكد ونيابة عن أولئك المحكومين، بوجود نمط من النتائج الجيدة مع تجنب النمط غير المرغوب فيه في الظروف السيئة، ويكون ذلك من خلال اتخاذ القرارات التي تحدد التوقعات، ومنح السلطة، والتحقق من الأداء.

مما سبق وإن كانت مصطلحات ومفاهيم صعبة الفهم والإدراك على غير متخصصي إدارة الاعمال، إلا أنه يتضح أن الحوكمة هي الفعل الذي يتم على أرض الواقع ويكون صادرا عن إدارة أو حكومة أو قيادة عامة تقود كيان ما، كما أن مصطلح الحكومة يمكن استخدامه ليعبر عن نفس معنى مصطلح الحوكمة وليس العكس.