تاريخ قصر عمرة
نبذة عن قصور البادية الأردنية :-
تحتوي المملكة الأردنية الهاشمية في الأصل على العديد من المواقع الأثرية المتميزة ، و الجذابة ، و ذلك راجعاً في الأساس إلى أن تلك البقعة الجغرافية من الأرض قد تعاقبت عليها العديد من الأمم ، و الحضارات بشكلا كبيراً بالعلاوة إلى قرب المنطقة ، و مجاورتها لمراكز القوة في أغلب الفترات الزمنية الفرعية بالإضافة إلى قربها الشديد من مراكز ظهور الأديان السماوية كفلسطين ، و الجزيرة العربية .
و بالتالي فإن وجود القلاع أو القصور علاوة على الأبراج ، و الحمانات القديمة ، و القصور المحصنة بتلك المنطقة ، و التي يطلق عليها مسمى قصور البادية ما هي إلا عبارة عن معالم تاريخية دالة بشكلاً مباشراً على ازدهار المنطقة في مرحلة من مراحل تاريخها السابق .
و تنقسم في الأساس هذه القصور إلى نوعان ، و هما:
النوع الأول :-
و الذي كان يستخدمه
الخلفاء الأمويين
للإقامة علاوة على من كان يرافقهم في رحلات الصيد الدورية التي كانوا عادةً ما ينظمونها في هذا المكان بالإضافة إلى أنهم كانوا يأتون إلى الصحراء بهدف الراحة ، و الترفيه عن النفس ، و الاستجمام .
أما
النوع الثاني من القصور :-
فقد كان مخصصاً لخدمة القوافل التجارية القادمة من منطقة شبه الجزيرة العربية.
إلى جانب حمايتها أثناء استراحتها على طول الطرق التجارية حيث لم تكن تلك القصور تستخدم للراحة أو للاستجمام فقط ، و الدليل على ذلك أن بعضها يحتوي على آبار ، و برك لجمع مياه الأمطار بهدف استعمالها في أعمال الزراعة أو استصلاح الأراضي علاوة على كون البعض منها كان يتم استعماله كحصوناً دفاعية لحماية الطرق التجارية ، و طرق الحج .
تاريخ قصر عمرة :-
يعد قصر عمرة من إحدى أبرز المواقع الأثرية في
الأردن
أو كما يطلق عليه البعض مسمى ” قصير عمرة ” ، و ذلك في إشارة إلى صغر حجمه بشكلاً نسبياً ، و قصر عمرة من أحد القصور الصحراوية التي ينتشر وجوده في المملكة الأردنية كما أشارنا سابقاً ، و القصر يعود تاريخه في الأصل إلى الحقبة الزمنية الخاصة بحكم الأمويين للدولة الإسلامية .
حيث قد تم بناء القصر في عهد الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك ، و يعتقد عدداً من المؤرخين التاريخيين أنه تم تشييد القصر بهدف الصيد ، و هو النشاط الترفيهي الذي كان خلفاء بني أمية حريصين ، و مواظبين عليه أما بالنسبة لعملية اكتشاف القصر فقد أتت على يد عالماً نمساوياً يدعى ألويز موزيل ، و الذي أكتشف القصر في خلال عام 1898م .
أين يقع قصر عمرة :-
يقع قصر عمرة في نطاق محافظة الأزرق ، و بالتحديد إلى ناحية الشرق من مدينة الزرقاء بدولة الأردن ، و جديراً بالذكر أن منطقة الأزرق تعد في الأصل واحدة من إحدى المناطق المتميزة في الصحراء الأردنية ، و هي تبتعد عن العاصمة الأردنية عمان بمسافة قدرها حوالي 120 كم .
مما يتكون قصر عمرة :-
يحتوي قصر عمرة في داخله على ما عدده قاعة واحدة جرى تخصيصها للاستقبال ، و هي ذات شكلاً مستطيلاً ، و لها عقدين يجزئانها إلى ما عدده 3 أروقة حيث يتضمن كل رواق من تلك الأروقة على قبولة شكلها نصف دائري أما بالنسبة للرواق المتوسط بالقصر فهو متصل بما عدده 2 غرفة واقعتان على حديقتان خلابتان أما بالنسبة للأرضيات في القاعة ، و الغرف فهي لم تكن عادية على الإطلاق بل كانت مزدانة بالفسيفاء الجميلة المظهر ، و التي كانت محتوية على العديد من الزخارف النباتية الشكل في حين تم كساء بقية أرجاء القصر بالرخام .
و في إحدى جوانب القصر توجد بئراً للماء يصل عمقها إلى ما قدره حوالي 40 متراً بينما كان يتم تزويد القصر باحتياجاته من المياه عن طريق استعمال أنابيب مصنوعة من
الفخار
، و التي كانت تمر من تحت أرضية القصر أما بالنسبة لمصدر هذه المياه فهي مياه الأمطار ، و التي عادةً ما تسقط في المنطقة المجاورة للقصر إذ كان يتم جمعها بواسطة عدداً من القنوات الفرعية ، و التي تتجمع لتصب مياها داخل البئر .