قصة اكتشاف اول مضاد حيوي


البنسلين

: هو أول مضاد حيوي تم اكتشافه، ويعتبر من أكثر العقاقير الطبية انتشارا حتى الآن، يعمل على ايقاف النمو وتصنيع الجدار الخلوي البكتيري، ويتم استخدامه في علاج العديد من الأمراض مثل (الزهري و السيلان و الحمى القرمزية و الدفتريا و التهابات المفاصل و الالتهاب الرئوي و تسمم الدم و امراض العظام و السل و

الغرغرينا

، وغيرهم من الأمراض).


قصة اكتشاف البنسلين


:


– يرجع الفضل في اكتشاف أول

مضاد حيوي

إلى البريطاني الكسندر فليمنج، الذي تخرج من المدرسة الطبية في لندن، وانشغل في دراسة علم التعقيم، ومحاولة اكتشاف طرق جديدة لعلاج الجروح والأمراض التي تنتقل من خلال العدوى.

– التحق بالجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى وكان شغله الشاغل علاج المصابين بالجروح والمرضي المصابين بالعدوى البكتيرية التي يصعب السيطرة عليها، وقد لاحظ من خلال عمله أن المطهرات الموجودة بلا استثناء تؤذي خلايا الجسم اكثر من

الميكروبات

نفسها، لذلك بدأ يبحث عن مادة تعالج الجروح وتقضي على البكتيريا ولا تسبب أي أذى للجسم.

– بعد انتهاء الحرب العالية الأولى استأنف فليمنج دراسته، وفي نهاية عام 1922م  اكتشف مادة الليسوزيم وهي عبارة عن مادة ينتجها الجسم وتعمل على القضاء على أنواع قليلة من

البكتيريا

دون أن تعرض خلايا الجسم للأذى، لم يلقي هذا الاكتشاف الكثير من الترحيب، لعدم تمكن هذه المادة من علاج الكثير من حالات الاصابة البكتيرية الخطيرة.

– استمر فلمينج في اجراء المزيد من التجارب، وفي عام 1928م جاء أعظم اكتشافاته عندما تسممت احدى مزارع البكتيريا عند تعرضها إلى الهواء، ولاحظ تكوين عفن ذلك العفن الذي كان لديه القدرة على  قتل مجموعة واسعة من البكتيريا الضار، واستنتج من خلال عدة تجارب أخرى أن العفن ينتج عنه مادة تساعد في التخلص من الكثير من أنواع البكتيريا، وهذا المادة لا تؤدي إلى أي أضرار للإنسان، وسمي هذه المادة باسم البنسلين والتي تعني المادة المستخلصة من العفن.

– قام فلمنج بنشر نتائج اكتشافه في شهر يونيو عام 1929م التي توصل إليها، عن طريق إحدى المجلات البريطانية المتخصصة في علم الأمراض التجريبية، وقام بالإشارة للعديد من الفوائد العلاجية لمادة

البنسلين

المتوقع أن يساعد في علاجها، وعلى الرغم من خطورة هذا الاكتشاف إلا أنه لم تلتفت إليه الأنظار لأن فليمنج لم يكن كيمائيا حتى يستطيع استخلاص مادة البنسلين نقية.

– بعدما نشر فليمنج بحثه واكتشافه العلمي الخطير قام كل من الكيمائي هوارد فلورى، والكيمائي ارنست تشين فى عام 1930م بإعادة اجراء تجربة فليمنج، واستطاعا استخلاص بعض البنسلين الغير نقي وقاموا بتجربته على حيوانات التجارب، ونجحت التجربة نجاحا بهرا مما أكد اكتشاف فليمنج، وبعد العديد من المحاولات نجحا في استخلاص مادة البنسلين نقية، ولكن ظل هذا العقار على قيد الأحلام لمدة عشرة سنوات لعدم امكانية تجربته على المرضى.

– في عام 1941م تم استخدام عقار البنسلين على شرطي يحتضر اثر جرح غائر عندما تم اعطائه البنسلين تحسنت حالته، وانقذت حياته، واثبت نجاحا باهراً، وتم تصنيع 400 مليون وحدة من البنسلين النقي، الذي ساعد ملايين المصابين من الحرب العالمية الثانية من الشفاء، وبعد انتهاء الحرب، أنتجت شركات الأدوية المزيد من وحدات البنسلين وتم طرحها بالأسواق .

– تم منح جائزة نوبل  لكلاً من العالم فلمنج و فلوري و تشن تكريما لجهودهم في اكتشاف وصناعة المادة التي عالجت الملاين، وأنقذت حياة الكثير، وفي اثناء استلام فليمنج ل

جائزة نوبل

حذر في خطابة من عدم الإفراط في استخدام البنسلين حتى لا يقاوم الجسم فاعليته للعلاج فيما بعد، وأثناء خطاب فليمنج انهي حديثه قائلاً بكل تواضع (أنا لم اخترع البنسلين، بل الطبيعة فعلت ذلك. اكتشفته بمحض الصدفة ).