قصة اكتشاف الحرير

الحریر هو أحد أشهر المواد الخيطية التي يتم استخدامها في صناعة الملابس و يمكن الحصول عليه بواسطة دودة

الحرير

، و يتميز الحرير بقوته الشديدة و مرونته العالية ، أما الملابس الحريرية فهي تمتاز بأنها خفيفة الوزن و تكسب شعوراً بالدفء أكثر من الملابس الأخرى .


قصة اكتشاف الحرير :


تختلف الآراء حول أصل اكتشاف الحرير حيث لم يتمكن أحد من تحديد الرأي الصحيح ، إلا أنه يرجّح أن اكتشاف الحرير يعود إلى سنة 2700 قبل الميلاد عندما لاحظ الإمبراطور هوانجدي امبراطور

الصين

تلف أشجار التوت الخاصة به ، لذلك قام بإصدار الأوامر لزوجته للبحث وراء سبب حدوث هذا الأمر الغريب .

قامت زيلتش – زوجة الإمبراطور – بمحاولة التوصل إلى سبب تلف هذه الأشجار ، فلاحظت وجود ديدان بيضاء تأكل أوراق التوت و تقوم بإنتاج شرانق لامعة ، فقامت بجمع تلك الشرانق إلا أنه سقط أحداها بالصدفة داخل ماء ساخن ، و بعد سقوطه وجدت زيلتش أن هناك خيطاً عنكبوتياً يقوم بالاشتباك و الانفصال من الشرنقة بطريقة غريبة .

حاولت زيلتش أن تنزع هذا الخيط من الشرنقة و بالفعل نجحت في إزالته و فصله عن الشرنقة ، و كان هذا الخيط هو خيط الحرير ، مما دفعها إلى إقناع زوجها بأن تحصل على أيكة من أشجار

التوت

حتى تستطيع تربية الكثير من دود الحرير و جمع شرانقه الجميلة ، و قد استطاعت زيلتش أن تخترع بكرات الحرير التي تحتوي على خيوط الحرير الرفيعة .

يتفق أغلب المؤرخون أن أصل اكتشاف الحرير يعود إلى الصين ، إلا أنه لا يوجد ما يؤكد مدى مصداقية هذه القصة ، و من الجدير بالذكر أن الصينيين كانوا يحافظون على أسرار صناعة الحرير لكي لا تنتقل تلك الأسرار إلى الدول الأخرى ، مما جعلهم الدولة الوحيدة التي توصلت إلى صناعة الحرير و استمرت في الحفاظ على السر لمدة حوالي 3000 سنة .


تطور صناعة و تجارة الحرير :


قامت الصين بالعمل في تجارة الحرير من خلال تصديره إلى دول آسيا ، حيث أهتم تجار

بلاد فارس

بإحتكار الحرير و كانوا يحصلون على الحرير ذي الألوان الجميلة و الجذابة لبيعه ، و قد وصلت تجارة الحرير إلى الشرق أيضاً حيث كانت القوافل التجارية تسير إلى دمشق و منها وصل الحرير إلى الإمبراطورية الرومانية التي كانت تقوم بالحصول على الحرير مقابل منح أشياء أخرى ثمينة للصينيين .

في القرن الرابع قبل الميلاد وصلت أخبار

دودة القذ

إلى العالم الغربي ، إلا أنهم لم يستطيعوا رؤية هذه الدودة خاصةً نتيجة تحكم بلاد فارس في تلك التجارة بشكل كبير بسبب تعاملها المباشر مع الصين ، و لكن بدأ الإمبراطور الروماني في محاولة إيجاد طريق يصل إلى الصين و لا يمر ببلاد فارس ، و لكنه فشل في هذا الأمر فأمر بإرسال جواسيس إلى بلاد الصين .

نجح الإمبراطور الروماني في الحصول على بيض دودة الحرير و بذور التوت بواسطة الجواسيس الذين تم إرسالهم هناك ، و بالتالي استطاع أن ينهي احتكار الصين و بلاد فارس على تجارة الحرير ، و خلال المائة سنة التالية انتشرت تربية دود الحرير في البلاد المختلفة ، و عرف الجميع الطريقة التي يتم من خلالها استخراج الحرير من شرانق الدود ، و قد تناقلت الأخبار إلى بلاد المسلمين .

عندما قام المسلمون بالفتوحات الإسلامية لأسبانيا و

جزيرة صقلية

، توصلوا إلى صناعة الحرير و عرفوا دود الحرير و ذلك خلال القرنين التاسع و العاشر الميلادي ، و مع حلول القرن الثالث عشر الميلادي كانت إيطاليا هي أشهر دولة غربية تقوم بصناعة الحرير ، ثم انتقل الأمر إلى

فرنسا

و صارت منافسة لها ، ثم صار نسج الحرير واحداً من أهم الصناعات على الإطلاق في إنجلترا .

قبل حدوث

الحرب العالمية الثانية

كان يتم استخدام الحرير في صناعة الكثير من الملابس الداخلية و الجوارب أيضاً التي تتم صناعتها في الوقت الحالي من النيلون و الألياف الصناعية ، بينما اليوم صار استخدام الحرير يقتصر على بعض الملابس و الستائر و المفروشات ، كما أنه يتم تصنيع بعض المنسوجات الجديدة باستخدام الحرير إلى جانب بعض الأقمشة الصناعية .