قصة اكتشاف فيتامين د

في عام 1928م حصل العالم أدولف ويندوس على

جائزة نوبل

في الكيمياء، و ذلك بسبب أبحاثه عن الستيرولات و علاقتها بالفيتامينات، و بالتحديد فيتامين د، و لكن ما هي قصة اكتشاف فيتامين د؟


مرض الكساح و زيت كبد الحوت


لسنين طويلة عانى الكثير من المرضى من مرض الكساح إلى يصيب العظام، و قد وصفه العالم جليسون وصفا دقيقا في عام 1650م، و كانت توصف له العديد من الأدوية، و لعل من أشهرها هو زيت كبد الحوت، و الذي في عام 1824م تم وصفه لأول مرة كعلاج لمرض

الكساح

، و في عام 1906م اكتشف الطبيب هوبكينز وجود عنصر غذائي مهم في حدوث المرض، و يعتبر هذا العامل مهما لمنع مرض الكساح و كذلك منع مرض الاسقرابوط.


تجارب العلماء على الحيوانات


في ابحاث أجريت عام 1914م استطاع مجموعة من العلماء فصل عنصر مهم من دهون الزبدة، و ثبت أنه مهم جدا لمنع أمراض جفاف العين في الفئران الصغيرة،  و لأن هذا العنصر كان يذوب في الهون، فقاموا بتسميته العنصر الذائب في

الدهون

أ و الذي تم تسميته لاحقا بفيتامين أ، و في عام 1919م أثبت أحد الأطباء أن العناصر التي تذوب في الدهون مهمة جدا لنمو العظام و منع أمراض الجهاز الهيكلي، و ذلك عن طريق تجربة قام بإجرائها على مجموعة من صغار الكلاب تم إطعامهم لبن غير كامل الدسم، و بواسطة الأشعة السينية أثبت وجود مرض الكساح لديهم، و استخدم أيضا تحاليل لتحديد مستوى الكالسيوم في الدم، و كذلك قام بفحص عينات من عظام صغار الكلاب تحت الميكروسكوب.

و وجد أن الأعراض لديهم تشبه إلى حد كبير الأعراض التي تظهر على أطفال البشر الذين يعانون من الكساح، و على مدار أربعة شهور تم إعطاء حيوانات التجارب طعام يحتوي على الخميرة لتمدهم باحتياجاتهم من

فيتامين ب

، و كذلك عصير البرتقال ليمدهم باحتياجاتهم من فيتامين سي “فيتامين هــ” لمنع إصابتهم بمرض الاسقرابوط، و لكن ذلك لم يمنع إصابتهم بمرض الكساح، و كان الشيء الوحيد الذي منع حيوانات التجارب من الإصابة بمرض الكساح هو إعطاؤهم طعام دهني يحتوي على الزبدة، و كذلك أيضا إضافة زيت كبد الحوت إلى الطعام المقدم لحيوانات التجارب، و خلص العلماء في هذه التجارب إلى ان منع الإصابة بمرض الكساح يرجع إلى عنصر غذائي غير رئيسي و قاموا بتسميته العنصر المضاد للكساح، و لكنهم لم يستطيعوا تحديد ماهيته.


اكتشاف فيتامين د و علاقة الشمس بالكساح


في عام 1922م قام مجموعة من الأطباء بعلاج مجموعة من الأطفال من مرض الكساح عن طريق تغذيتهم باللبن الكامل الدسم و زيت كبد الحوت، و كان الاكتشاف الكبير لهوبكينز في عام 1920م، حيث كان الاعتقاد السائد بأن العنصر المضاد للكساح هو فيتامين أ، و لكن لا يوجد إثبات على ذلك، و لكن هوبكينز اكتشف أن

فيتامين أ

يتكسر بالحرارة و التبخير، و حين تم إطعام فئران التجارب بزبدة دهنية معالج بالحرارة تم إصابتهم بمشكلة جفاف العين و ماتوا في خلال 40 إلى 50 يوما، و قد ساعدت هذه الأبحاث مجموعة من العلماء على إثبات أن الزبدة الدهنية المعالجة بالحرارة قد نجحت في علاج الكساح بينما لم تنجح في علاج مشكلة جفاف العين، و بذلك أصبح هذا دليلا قاطعا على أن مادة اخرى غير فيتامين أ هي التي تعالج الكساح و تمنع حدوثه.

و في عام 1921م اكتشف الأطباء علاقة أشعة الشمس بالإصابة بالكساح، و تحديدا

الأشعة فوق البنفسجية

، و في عام 1926م قام العالمان ويندوس و هيس بالتعاون في إجراء أبحاث حول العنصر المضاد للكساح، حيث تم تحضير مركب الداي هيدروكوليستيرول-7 من زيت كبد الحوت، و تم إطلاق اسم فيتامين د على هذا المركب.