كيف عالج النظام الاسلامي سلبيات الحكم العلماني

أثار موضوع العلمانية جدلاً كبيراً بين الكثير من الناس ، فالبعض يظن أنها مثالاً للشر و الكفر و البعد عن الدين الإسلامي ، بينما يظن آخرون أنه لا ضرر من تطيبقها و أنها لا تتعارض مع الدين الإسلامي ، لذلك سنشرح الفرق بينهما و ما يميز النظام الإسلامي عن غيره .


الفرق بين الدولة العلمانية و الدولة الإسلامية :



اولاً الدولة العلمانية :


يُقصد بالدولة العلمانية هي التي تقوم بفصل الدين عن الدولة ، أي أنها لا تعتمد على الدين في إصدار القوانين و التشريعات المختلفة ، حيث أنها تقوم على الحرية في اختيار تشريعات تتوافق مع الجميع يتم وضعها من قبل الحاكم بدون اللجوء إلى تشريعات أي دين و ملة ، حيث أنها تساوي في الحكم بين معتنقي جميع الديانات المختلفة ، و غالباً ما يتم تطبيق هذا النظام في الدول الأوروبية .


ثانياً الدولة الدينية الإسلامية :


يُقصد بالدولة الدينية هي التي لا تفصل بين الدين و الدولة ، حيث أنها تقوم بتطبيق القوانين و التشريعات طبقاً لما ورد في المنهج الإسلامي و ما قاله الله و

الرسول صلى الله عليه و سلم

، حيث يتم تشكيل الدستور بما يتوافق مع شرع الله تعالى و يتم تحريم ما حرمه و تحليل ما أحله الدين الإسلامي ، و يقوم هذا النظام على احترام الجميع و المساواة بين الحقوق و الواجبات و لا يظلم الأقليات .


معالجة النظام الإسلامي لسلبيات الحكم العلماني :


للأسف كثيراً ما نرى ادعائات كاذبة عند بعض الدول العلمانية ، فبالرغم من أنهم يدعون إلى الحرية و احترام الجميع ، إلا أننا كثيراً ما نجد بعضهم يقومون مثلاً بمنع بناء بعض دور العبادة لأديان معينة ، كما أنها أحياناً تقوم بحظر بعض الحريات مثل النقاب ، بل و في بعض الأحيان تشترط أن يكون رئيس الدولة من عقيدة معينة .

أدى هذا الأمر إلى أن الكثير رأوا في هذا النظام مجرد خدعة قام بعض الأشخاص بوضعها لمصلحتهم الخاصة ليس أكثر ، لذلك يرى الكثيرون في النظام الإسلامي أنه الأفضل لأنه يضمن حياة متكاملة و عادلة للجميع يسودها العدل و الأمان و الرخاء و التكافل ، و بالحديث عن هذا الأمر فإننا سنقوم بذكر أهم المميزات التي يحققها لنا النظام الإسلامي و هي :


– تنفيذ العقوبات الرادعة للمذنبين و نشر الأمن :


يعمل الدين الإسلامي على وضع احكاماً شرعية و قانوناً للعقوبات يوفر مزيداً من الأمن و الأمان للناس ، فمثلاً يأمرنا الدين الإسلامي بقطع يد السارق و ليس سجنه ، و يؤدي هذا الأمر إلى قلة حالات السرقة إلى حد كبير ، فمن سوف يقوم بالسرقة و هو يعلم بأنه سيتعرض لقطع يده ؟ لذلك فهو حكم رادع و عادل في نفس الوقت ، إضافةً إلى الأحكام الأخرى الخاصة ب

الزنا

و القتل و غيرها من الجرائم حيث يحث الدين الإسلامي على تنفيذ عقوبة رادعة تتفق مع مقدار الذنب .


– الشريعة الإسلامية صالحة لأي وقت و زمان :


تتميز الشريعة الإسلامية بأنه من الممكن تطبيقها في أي عصر و أي مكان ، و ذلك لأنها تتفق مع الفطرة السليمة كما أنها تحقق الحرية و تضمن حقوق الأخرين ، و في الوقت نفسه فهي لا تسمح بالفوضى و الإباحية في تطبيق تلك الحرية ، و من يطلع على تفاصيل

الشريعة الإسلامية

يعلم أنها متوافقة مع التطور المادي الناتج عن العلم و أنها تجعل الناس يستفيدون منه في إصلاح حياتهم و تحقيق غايتهم ، فالله تعالى لم يمنع العلم إذا لم يتعارض مع تعاليم و مبادئ الإسلام .


– الإسلام من صنع الله و العلمانية من صنع البشر :


يكفي أن ديننا الإسلامي هو من صنع الله عز و جل ، فلم يتدخل به الإنسان بآراءه و معتقداته ، مما يعني أنه لا يشوبه أي عيب ، فإذا كان البعض يقول بأن العلمانية ليست ضد الدين الإسلامي فلا يمكن القول بأنها تستطيع أن توفر ما توفره لنا تعاليم الدين الإسلامي من عدلٍ و رحمة ، بالإضافة إلى أن الدين الإسلامي يتفق مع الأخلاق الحميدة و يمنع انتشار الإنحلال الأخلاقي ، و يتميز بالتكامل و الترابط فلا يقبل التجزئة .