فقر الدم وتسببه في مرض السرطان
يتساءل كثير من الناس هل توجد علاقة بين فقر الدم و
مرض السرطان
، فقد يكتشف مريض الأنيميا أنه يعاني من سرطان دم و المعروف باسم لوكيميا، فما العلاقة بينهما؟
ماهو فقر الدم؟ و كيف يحدث؟
فقر الدم هو عبارة عن الأنيميا، و يحدث فيه حالة من انخفاض عدد كريات الدم الحمراء بالجسم، و يتم إنتاج الكريات الحمراء عن طريق نخاع العظام، و يوجد نوعان من فقر الدم بحسب الأسباب، فقد يكون سبب فقر الدم هو نقص احد العناصر المهمة التي يحتاجها نخاع العظام لتصنيع كريات الدم الحمراء، و قد تكون المشكلة في نخاع العام نفسه، و عدم قدرته على إنتاج كريات دم حمراء سليمة او عدم قدرته على إنتاج
كريات دم الحمراء
بالعدد المطلوب، و يتم تشخيص مرض فقر الدم عن طري فحص معملي يسمي صورة دم كاملة Complete Blood Picture – CBC ، حيث يوضح التحليل عدد كل نوع من خلايا الدم الحمراء و البيضاء و كذلك الصفائح و بعض الأرقام الأرقام الأخرى التي تساعد في التشخيص.
ماهو سرطان الدم؟
سرطان الدم هو مرض يصيب نخاع العظام في جسم الإنسان، بحيث يصبح نخاع العام منتجا لخلايا دم مريضة و غير طبيعية، و بالتالي لا تستطيع القيام بوظيفتها، و تتكسر بسهولة عند خروجها من نخاع العظام إلى مجرى الدم، و يتم تشخيص مرض اللوكيميا أو
سرطان الدم
عن طريق سحب عينة من نخاع العظام، و فحصها بالميكروسكوب للتأكد من وجود خلايا غير طبيعية سريعة الانقسام هي المسببة للسرطان.
كيف يتم تشخيص الأنيميا؟
عند حدوث مرض الأنيميا يكون لدى الشخص عدد كرات دم حمراء اقل من الطبيعي، و يتضح ذلك عن طريق تحليل صورة الدم الكاملة، و عن طريق هذا التحليل يستطيع الطبيب أن يشخص أيضا عدة أمراض أخرى، فالأنيميا البسيطة تكون مصحوبة فقط بنقص عدد كرات الدم الحمراء مع انخفاض نسبة الهيماتوكريت بالدم، و في حالة كانت الأنيميا مصحوبة بنقص في الصفائح الدموية، يشك الطبيب في بعض الأمراض المناعية التي تسبب تدمير الصفائح و الكرات الحمراء معا، و إذا كانت
الأنيميا
مصحوبة بنقص في الصفائح و نقص شديد في عدد خلايا الدم البيضاء، فيشك الطبيب في عدة احتمالات تسبب هذه المشكلة، و كلها احتمالات لأمراض في نخاع العظام و التي تجعل مصنع خلايا الدم بالجسم غير قادر على القيام بوظيفته.
علاقة الأنيميا بسرطان الدم
في مرض سرطان الدم يكون نخاع العظام به خلايا سرطانية غير طبيعية قد تحورت من الخلايا الطبيعية المسؤولة عن إنتاج الدم، فتقوم الخلايا الطليعية بالانقسام و إنتاج خلايا دم طبيعية، بينما في نفس الوقت الخلايا السرطانية تنقسم بشكل أسرع و تنتج خلايا سرطانية تشبه خلايا الدم و لكنها غير قادرة على القيام بوظيفتها، و مع الوقت تحتل
الخلايا السرطانية
المساحة الأكبر من نخاع العظام، و ينتج عن ذلك أن يكون عدد خلايا الدم الحمراء و البيضاء و الصفائح الدموية في مجرى الدم أقل من الطبيعي، كما أن الخلايا السرطانية تتكسر بسهولة فيصاب المريض بنقص حاد في خلايا الدم على مدار فترة قصيرة.
و تظهر أعراض مثل النزيف المتكرر من فتحات الجسم و تحت الجلد بسبب نقص الصفائح، و أعراض الأنيميا بسبب نقص خلايا الدم الحمراء، و أعراض
ارتفاع درجة الحرارة
و تكرار الإصابة بالأمراض المعدية نتيجة نقص خلايا الدم البيضاء، و يواجه مرضى سرطان الدم مشكلة أخرى و هي أن العلاج يكون عبارة عن أدوية كيماوية تتسبب في موت الخلايا سريعة الانقسام و منها الخلايا السرطانية و أيضا الخلايا المنتجة للدم، و لذلك يصاب مريض سرطان الدم بنقص شديد في خلايا الدم نتيجة العلاج، و لكن بعد زوال تأثر الدواء من الجسم يعود الجسم مرة أخرى لإنتاج خلايا دم طبيعية مرة أخرى.
علاقة الأنيميا بالسرطان عموما
اغلب بروتوكولات علاج السرطان في العالم كله تتضمن تناول المريض لجرعات علاج كيماوي أو إشعاعي، و تختلف الجرعات و نوع العلاج حسب نوع كل سرطان و مكان حدوثه، و لكن يشترك جميع هؤلاء المرضى في أن نخاع العظام لديهم يتوقف عن إنتاج الخلايا الطبيعية نتيجة
العلاج الكيماوي
و الإشعاعي، و لذلك يصابون بأعراض الأنيميا.
هل الأنيميا تسبب السرطان؟
إجابة هذا السؤال هي لا، فالأنيميا لا تسبب السرطان، و لكن الأنيميا في ظروف معينة تكون عرضا من أعراض مرض سرطان الدم، أو تكون من الأعراض الجانبية للعلاج الكيماوي و الإشعاعي المستخدم في علاج مرض السرطان عموما.