خطوات التعرض التخيلي و طريقة مراقبته
التعرض التخيلي يعتبر من أهم و أخطر الأعراض ، التي تؤثر على مصابي مرض الوسواس القهري ، حيث تحيطهم العديد من التخيلات التي ربما تتعلق بالمستقبل أو بالحاضر ، و تؤثر على حالتهم النفسية بشكل كبير .
التعرض التخيلي
– يشعر مريض
الوسواس القهري
بالعديد من الخيالات القوية ، التي تؤثر على مستقبله بشكل كبير و غالبا تتسم هذه التعرضات ، بتوقع حدوث أخطار مما تؤدي إلى التعرض لمواقف خطيرة .
– ربما تتسم هذه التخيلات بكونها غير مؤذية نسبيا ، و على الرغم من ذلك فهذه التخيلات بالنسبة لهم تكون مرعبة و خطيرة ، و تترك لهم انطباعات شديدة الخطورة حول مستقبلهم و حياتهم .
– عملية التعرض هذه تتمثل في عملية يقوم بها العقل للتحرر من المخاوف ، فيقوم بتصوير صور و عرضها على المريض ، ليتخيل أنها جزء من واقعه فيبدأ في توقع مستقبله البعيد و القريب .
– و قد خضع العديد من المرضى لعدد من التجارب المحيطة بهذا المرض ، و التي نتج منها التعرف على خطوات التعرض التخيلي و طريقة مواجهته .
إحدى التجارب المحيطة بالمرض
عندما خضع مريض مصاب بفيروس الايدز بهذا النوع من الاختبارات ، تبين أنه يفكر بشكل كامل عن طبيعة المرض و كيفية إنتشاره ، و يفكر مئات المرات في كل خطوة في حياته اليومية ، يفكر مثلا قبل استعمال المرحاض أو قبل المصافحة أو قبل تناول الطعام ، و يخشى أن يكون سببا في نقل المرض لغيره ، و هذا كله من أهم أعراض الوسواس القهري ، و تدريجيا يصل به الأمر إلى حد التعرض التخيلي فيبدأ مخه في عرض انطباعات ذهنية عن عجزه عن حماية أسرته من العدوى ، أو على عدم قدرته على القيام بواجباته على الوجه الأمثل ، و حتى أن مرض أحد أفراد الأسرة فسوف يحمل على عاتقه مسئولية مرضه ، مما يؤدي إلى خيبة أمل الأسرة بالكامل و حالة من الأسى تحيط بها .
خطوات التعرض التخيلي
الخطوة الأولى
يتم الطلب من المريض بأن يكتب قصة أو موقف من حياته ، يمثل إزعاج بالنسبة له و يقوم بوصف كافة المشاعر المحيطة بالموقف ، و كأنه يصف منظر سنيمائي و من الممكن أن يختار موقف يحمل فقدان أو اخفاق أو فشل ، و هنا إن كان المريض يعاني من هذا الأمر سوف تتسم كتابته للتفاصيل بالمبالغة الزائدة ، و الخوف من أن يعود إلى هذه المواقف مجددا أو تتكرر .
الخطوة الثانية
– بعدها يقوم بتسجيل هذه القصة و يتم إلقائها على مسامعه ، عدد كبير من المرات يوميا لمدة 45 دقيقة في اليوم ، لمدة أسبوع كامل و يفضل أن يكون التكرار دون انقطاع .
– تكرار هذه الطريقة في السماع تساعد على تعود المريض على تفاصيل الموقف ، ربما يكون سماع هذا الأمر صعبا للغاية في المرة الأولى ، بعدها سوف تختلف مشاعر المريض في كل مرة .
– هؤلاء المرضى تتسم حالتهم بالقلق بشكل عام ، لذا سوف نجد في حياتهم العديد من المواقف ، التي ربما تكون بسيطة بالنسبة للبعض إلا أنها مزعجة بالنسبة لهم ، و هنا عندما ينتهي المريض من المشكلة الأولى ، ينتقل لما يليها بنفس الطريقة حتى تنتهي مخاوفه .
مراقبة التعرض التخيلي
– بعد العديد من التجارب على عدد من المرضى وجد أن المرضى يشعرون برعب شديد و صور لمواقف ، تحدث أمامهم في أول مرة يسمعون التسجيل فيها ، فمثلا مريض
الايدز
الذي سبق ذكره في أول مرة بدأ يسمع تسجيله ، لم يتمكن من سماع القصة سوى لمدة ثلاث دقائق فقط ، و استمر هذا لمدة أسبوع كامل .
– بعدها تمكن من الاستمرار لمدة نصف ساعة ، و لم يكن ذلك دفعة واحدة و إنما بشكل تدرجي إلى أن انتهى به الأمر ، لتقبل مخاوفه و التعامل معها و هنا شرطا أن يتم تسجيل كافة الأحاسيس في كل مرة .