نبذة عن مراحل تطور اختراع الاسبرين عبر الأزمنة

الاسبرین هو من آشهر الأدوية التي يتم استعمالها من أجل تسكين الآلام ، و قد تم اشتقاق هذا

الاسبرين

من مادة تتواجد في لحاء الأشجار و مجموعة من الفواكه و الخضراوات و الحبوب ، و يطلق على هذه المادة إسم حمض الساليسيليك المعروفة بقدرتها على الشفاء .


مراحل تطور اختراع الاسبرين عبر الأزمنة :



اولاً : استخدام حمض الساليسيليك


توصل السوموريون منذ حوالي 4000 سنة إلى قدرة شجرة الصفصاف على تقليل الشعور بالألم ، ثم أدركوا أهمية شجر الصفصاف عندما نجحوا في استخراج

حمض الساليسيليك

منه و القيام باستخدامه من أجل شفاء الحمى و الآلام المختلفة و الالتهابات و ذلك في بلاد ما بين النهرين القديمة .


ثانياً : استخدام لحاء شجرة الصفصاف


قام أبقراط الذي كان يعيش في اليونان القديمة بتوصية المرضى الذين يشعرون بالآلام و المصابون بالحمى بأن يستخدموا لحاء شجرة الصفصاف في معالجتهم من خلال مضغه ، كما أنه توصل إلى قدرة الشاي الذي يتم صنعه من الصفصاف في تقليل الشعور بآلام الولادة .


ثالثاً : استخدام مادة الساليسين


عام 1828م قام يوهان بوشنر أحد الأساتذة في جامعة ميونيخ باستخراج مادة صفراء يطلق عليها إسم الساليسين من لحاء

شجرة الصفصاف

، و في العام التالي قام الصيدلي الفرنسي هنري ليروكس بعزل مادة نقية من الساليسين و التي تم استخدامها من أجل معالجة آلام الروماتيزم .


رابعاً : بدايات اختراع الاسبرين


في أواخر عام 1880م كان هناك بدايات لاختراع الاسبرين و ذلك عندما شيدت شركة فريدريش باير مختبر كيميائي يعمل على صناعة المستحضرات الصيدلانية ، بعد أن كانت تلك الشركة متخصصة في صناعة الصباغة بألمانيا ، حيث كان عمل الشركة ناجح جداً خاصةً عندما استطاع المخترع الكيميائي وليام بيركن اختراع صبغة الموفين عام 1850م .

عام 1895م قام رئيس الأبحاث الكيميائية بشركة باير آرثر إشنغرون بالعمل على صناعة أفضل حمض ساليسيليك يكون متطوراً عما قبل و استعان في هذا الأمر بالكيميائي فيليكس هوفمان للقيام بهذه المهمة ، و قد كان هوفمان على دراية بما يحمله حمض الصفصاف من فوائد متعددة للشفاء ، بالإضافة إلى تأثيراته الجانبية .

كان هوفمان يشعر بالحماس الشديد للقيام بهذه التجارب ، حيث عانى والده في ذلك الوقت من

الروماتيزم

و لم يكن في استطاعته تناول حمض الساليسيليك لأنه كان يسبب له تقلصات و شعوراً بالألم ، مما جعله يزيد من أبحاثه و تمكن في النهاية من التوصل إلى طريقة تعمل على تغيير حمض الساليسيليك من الناحية الكيميائية .


خامساً : اختراع الاسبرين


قام هوفمان لإدخال بعض التعديلات على تركيب حمض الساليسيليك ، حيث أنه قام بتغيير مجموعة الهيدروكسيل من خلال إحداث تفاعل بين حمض السالسيليك و أنهيدريد الخليك ، و قد كانت نتيجة هذا التفاعل هي نشأة مركب الاسبرين و هذه التجربة كانت هي البداية لاختراع جديد و فريد قام به هوفمان .

عندما يقوم الشخص بابتلاع الاسبرين فإنه يتحول في الدم ليصبح حمض الساليسيليك مرة أخرى ، و يعمل على إحداث نتائج فعالة في تخفيف الإحساس بالألم ، و في عام 1990م شهد العالم ظهور الاسبرين لأول مرة في شكل أقراص مما سهل استخدامه كثيراً ، و أصبح العلاج الشهير و السريع للآلام و تداوله الأطباء و المرضى ، و تم عمل العديد من الحملات التسويقية لنشره في العالم كله ، و مع حلول عام 1915م تم السماح بتناول الاسبرين بدون وصفة طبية .


دواعي استخدام الاسبرين :


يتم استخدام الاسبرين من أجل علاج الآلام الخفيفة و المتوسطة ، كما أنه يستخدم بجرعات عالية في حالة الإصابة ب

الحمى الروماتيزمية

و التهاب المفاصل الروماتيزمية ، و هو يعمل على الوقاية من السكتات الدماغية ، و يساعد على علاج مرض الشريان التاجي ، و احتشاء عضلة القلب .