إن الرجولة هي كلمة تستخدم للمدح والثناء على الرجل الكريم المتواضع المتسامح الكريم واللين الطباع ، ولكن يختلف مفهوم الرجولة ، والتي يشوبها خلط بعض الأوقات فيوصف بها الرجل بقصد الذكورة والفحولة أو بمعنى القدرة على الظلم والغلبة أو ضخامة العضلات وطول الشارب .

ولكن حدد القرآن 6 سمات أساسية للرجولة :

1- القدرة على تحمل المسئولية :

كما قال الله عز وجل «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً» [النساء : 34]… «وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ» [هود : 78]…

فيجب أن يعي الرجل جيدا كيفية تحمل المسئولية والتعامل مع الآخرين ، بالإضافة إلى حسن معاشرة ومعاملة الزوجة ، وعدم الاعتماد على

العنف

والقسوة والقيام بعكس ذلك مع رفاقه أو خارج البيت ، بعيدا عن النفاق والكذب .

2- التزكي والتطهر :

« لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ» [التوبة : 108]…

يشمل مفهوم الطهارة الروح والمادة ، فيجب أن يبتعد عن الشهوات وملذات الحياة ، ويحاول الانفصال عن ضجيج وصخب الحياة .

3- التعالي والجدية :

«رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ» [النور: 37]…

يعني التعالي هنا الابتعاد عن زخرف الحياة وسرابها الخادع ، فالرجل الحقيق لا تغره الحياة ولا ينسى دوره الإنساني الذي خلق من أجله .

4- الصدق والوفاء :

«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» [الأحزاب: 23]…

ينبغي أن يكون الرجل صادق في فعله وقوله ، كما أن الرجل الفاضل يكون قادرا على

الوفاء

بالعهد الذي عاهد عليه .

5- التوكل والقوة :

«قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ» [المائدة: 23]…

فالرجل القوي لا يخاف إلا الله مما يورثه القوة والشدة لأنه يتق الله دائما ، فهو يؤمن به ويتوكل عليه .

6- الفاعلية والإيجابية :

« وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ» [القصص : 20]… «وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ» [يس : 20]..

فهو يعرف تماما الهدف من خلقه وهو يسعى للاستجابة لله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام ثم تطوير شخصيته والارتقاء بأمته .

واجبات الرجل تجاه زوجته :

1- العمل على إسعادها :

يجب أن يبادر كل من الزوجين بإسعاد الآخر وخاصة الرجل ، و

السعادة الزوجية

لا تعتمد على الجوانب المادية فقط بل على الود والرحمة والتفاهم .

2- الإخلاص :

فالرجل الحقيقي لا يخون زوجته أبدا ، بل يحافظ على شرفه احتراما وتقديرا لها ، والرجل الذي يخلص لزوجته يمكنها أن تصبح له بأربعة زوجات .

3- الإحسان :

بمعنى أن يعامل الرجل زوجته بلطف ويقدرها ويظهر لها

الاحترام

أما الآخرين ، فالإهانة مرفوضة تماما ، لأن هذا الأمر يولد الكراهية .

4- الإنفاق :

فيجب أن يقدم الرجل لزوجته بعض العطايا والهدايا البسيطة ، يحاول أن يلبي طلباتها قدر المستطاع ولا يكون بخيل معها ، فجميع النساء بحاجة إلى بعض الأشياء مثل الملابس وغيرها لتشعر أنها أنثى حقا ، ولكن في حالة الأزمات المادية تجد المرأة الوفية مخلصة ومقدرة لزوجها ، فأساس العلاقات النية السليمة والمشاعر الصادقة التي لا تقدر بمال .

5- الصدق :

فالكذب يزعزع

الثقة بين الزوجين

، فالرجل الصادق يأسر زوجته بصدقه في القول والفعل ، ويجعله مصدر الأمان لزوجته دائما وتقدره كثيرا .