معنى الهمز واللمز والفرق بينهم
نهانا الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز عن الهمز و اللمز، فقال تعالى متوعدا للهمازين اللمازين: “ويلٌ لكلِّ هُمزَةٍ لُمزةٍ”، و قد تحدث العديد من مفسري
القرآن الكريم
في تفسير معنى الهمز واللمز والفرق بينهم.
معنى الهمز في اللغة العربية
كلمة الهمز في اللغة العربية هي اسم، و له معاني كثيرة، فمثلا الهَمْز هو صوت الريح السريعة، و هو أيضا مصدر من الفعل هَمَزَ، و يعني الطعن في أعراض الناس، و الحديث عنهم بالغيبة، و الشخص الهماز هو الشخص الذي يغتاب غيره، و كلمة هماز هي صيغة مبالغة من الفعل هَمَزَ، و كلمة هُمَزة هي اسم الفاعل من هَمَزَ.
معنى اللمز في اللغة العربية
اللمز من الأسماء في اللغة العربية، و هو مصدر من الفعل لَمَزَ، و معنى اللمز هو الانتقاص من الآخرين عن طريق التلميح بعيوبهم و الإشارة إليها، و تعني أيضا
النميمة
، و صيغة المبالغة من الفعل لَمَزَ هي لماز، و لُمَزة هي اسم الفاعل من الفعل لَمَزَ.
الهمز و اللمز في القرآن الكريم
ذكر الله تعالى الهمز و اللمز في كتابه العزيز، و ذكر أيضا الهمازين و اللمازين، فيقول تعالى: “وَ مِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ” و يقول أيضا: “همَّازٍ مشاء بنميمٍ”، و يقول في سورة المؤمنون: “وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ”، و كذلك قوله في سورة التوبة: “الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ”، و أيضا في قوله: “و لَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ و لَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ “.
أقوال المفسرين في الفرق بين الهمز واللمز
اختلف المفسرون في تفسير الفرق بين الهمز واللمز و معنى كل منهما، و قد تحدث كل من شيخ الاسلام
ابن تيمية
، و أبو هلال العسكري و ابن الأثير عن معنى الهمز واللمز، فيرى بعض المفسرين أن الهمز يكون بالفعل بينما اللمز يكون بالقول، بينما يرى آخرون أن الهماز يهمزك في وجهك، بينما اللماز هو من يغتابك من خلف ظهرك، و قد وضح الرازي رؤيته في الفرق بين الهمز واللمز، حيث يرى أن الهماز هو الشخص الذي يغتاب غيره، بينما اللماز هو الشخص الذي يعيب غيره بالنميمة، و وضح أبو بكر الرازي أيضا أن المعنى في الحالتين واحد، و هو ذكر عيوب الآخرين أو الإشارة إليها او الإستهزاء بهم سواء كان ذلك قولا أو فعلا، علنا أو سرا، من أمامهم أو من خلف ظهورهم.
أقول أخرى في تفسير الهمز واللمز
يقول ابن منظور في كتابه لسان العرب أن الغمز هو ذم الناس بالفعل، و قد تذم غيرك بأن بجوارحك مثلا أن تشير إشارة مهينة لشخص ما بعينيك أو بحاجبيك أو بيديك، بينما اللمز يكون باللسان، فتذم الشخص بذكر نقائصه و عيوبه أمامه أو في غيبته، و قد اتفق معه في هذا التفسير أيضا ابن الأثير.
رأي ابن النابلسي في الهمز واللمز
يرى العلامة ابن النابلسي أن الهمز و اللمز معناهما هو السخرية من الغير، و ذكر عيوبهم بإشارة أو بتعابير الوجه أو بالكلام، أو بأي طريقة أخرى، و في رأي الشيخ النابلسي فإن الشخص الهماز اللماز هو شخص عنده مشاكل نفسية، فهو يرتاح لذكر عيوب الآخرين، و يرى نفسه أفضل منهم لذلك، و يسميهم ابن النابلسي بالقناصين الذين يبنون مجدهم على أنقاض الآخرين، و أن المؤمنين لا ينبغي أن تكون هذه الصفات فيهم، فالمؤمن يقبل الناس بعيوبهم و لا يعايرهم بها، و ينظر للآخرين نظرة إيجابية و يرى محاسنهم قبل عيوبهم.