مدى قدرة المرأة على قيادة المؤسسات
في كثير من الأحيات يثار الجدل حول مدى قدرة المرأة على قيادة المؤسسات و
إدارة الأعمال
، وهل لها مقومات تساعدها على ذلك مثل الرجل أم لا، وهذا ما نناقشه مع عرض لدورها الإداري في المجتمع والمنزل.
مقومات المرأة لقيادة المؤسسات
لا شك أن المرأة تتميز مثل الرجل تماما بصفات قيادية تمنحها القدرة على توجيه فريق كامل من الموظفين والإشراف والرقابة عليه، لأن المرأة تتمتع بعدة مقومات تؤهلها لذلك، ومن تلك المقومات ما يلي :
1- تتمتع المرأة بقدرتها التامة على التنظيم والدقة والتحليل والتصنيف.
2- تتميز المرأة بشكل عام بكفائتها في البحث عن الحقائق، والاستعداد الكامل للعمل بمنتهى الجد والنشاط.
3- تستطيع المرأة وبكفاءة أن تعبر عن نفسها؛ لأن الإدارة بحاجة إلى التعبير لإقناع الطرف الآخر والنقاش مع الموظفين والعملاء.
4- من مقومات المرأة كذلك أنها تهتم وتلتزم بالوقت وتسعى لاغتنام كل الفرص المطروحة أمامها لتحقيق طموحاتها.
5- تتميز المرأة بما لديها من بعد نظر وتفكير طويل المدى ونظرة مستقبلية.
6- يمكن للمرأة أن توفر أجواء كلها لطف ومرونة داخل بيئة العمل بعيدا عن الضجر والحنق الذي يحدثه المديرين الذكور.
7- الوعي والثقافة العامة والإلمام بكل جوانب التخصص الذي تديره مثلها كالرجل تماما.
8- تتميز المرأة بحب الاستطلاع والاستفادة من المعلومات، ودقة الملاحظة في الاستنباط والاستنتاج وكشف كل غموض.
إدارة المرأة داخل وخارج المنزل
أولا : إدارة المرأة للمؤسسات الكبرى
لا شك ولا مجال لإنكار دور المرأة في قيادة مؤسسات كبرى، بل دولا بأكملها وهذا يظهر في نموذج
الملكة بلقيس
والملكة كليوباترا وما صنعتاه من تاريخ، فقد برز دور المرأة في القيادة قديماً وحديثا، وقد كانت في كثر من الأحيان نموذجا للعدالة والإنصاف.
كما خلَّد التاريخ العديد من النماذج النسائية واللاتي مازلن يقدن مؤسسات ضخمة ويحكمن دولا كاملة إلى وقتنا هذا، وغيرهن ممن قدمن أعمالا عظيمة تركت أثرا حميدا في الحضارة والعمران.
ثانيا : إدارة المرأة للمنزل
المنزل هو أبرز المؤسسات التربوية والتي بإمكانها تنشئة أجيال كاملة ناجحة أو أجيال فاشلة فاسدة، وإذا نظرنا لإدارة المنزل نظرة فلسفية سنجد أن أهميتها تنطلق من وجوب المحافظة على أركان الاسرة من التزعزع والإنهيار والشتات، كما يجب إضفاء حالة من الأمن والاطمئنان عليها، ولم يشهد التاريح أفضل من المرأة في
إدارة المنزل
وشؤونه الداخلية والاهتمام بأفراد أسرته بعيدا عن مهام الرجل وتوجيهاته وقراراته.
والإدارة المنزلية تخضع لمقاييس ثابتة في علم الإدارة وتتحدد بمجموعة من الشروط والأهداف التي يجب أن يشترك فيها كل من الزوجين من أجل الوصول إلى تحقيقها، ومن أهم تلك الأهداف أن يتم خلق مكان تربوي تتم فيه تربية الأطفال وتنشئهم على الخير والصلاح، ولكن لأن الأب في أغلب الاحيان يكون خارج المنزل بحكم عمله، فلا يمكن للبيت أن يدار بمدير غائب ولذلك استلمت الأم هذا الدور بأكمله المرأة والحقيقة أنها أجادت وتفوقت به في كثير من الأسر في ظل غياب الرجل وسفره حتى، واستطاعت أن تربي وتعد أفضل وأرقى الرجال العظماء والناجحين.
وهناك العديد من الأدوار التي تقدمها الأم داخل المنزل وتمثل وظيفة إدارية قيادية، ومنها :
1- الأم وحدها من يمكنها وبكل دقة أن تنظيم وتراقب العلاقات الأسرية من نصح وإرشاد وتوجيه الصغار داخل المنزل وخارجه.
2- يمكن للأم أن توزع الأدوار ببساطة بين أفراد الاسرة، وتلك الأدوار في الغالب تمثل إدارة شؤون المنزل ومتطلبات أفراده.
3- تساعد الأم بالنصيب الأكبر في القضاء على المشاكل وتسوية الخلافات التي قد تحدث داخل المنزل أو خارجه.
4- الأم غالبا هي من تنمي الشعور بالمسؤولية لدى الأفراد، وتحثهم على القيام بواجباتهم بشكل دائم في ظل انشغال الأب.