قصة دخول الاحباش اليمن
مات عشرون ألفا في حادثة
الأخدود
ونجا منهم رجلا واحدا يسمى “دوس ذو ثلعبان ” ، الذي تمكن من الهرب ولكنه تتبعه جنود “ذي نواس” ، ولكنه وصل إلى مكان به رمال ولم يتمكنوا من الإمساك به ، واستطاع الفرار منهم وأخذ يفكر في طريقة للإنتقام والثأر لقومه الذين قتلوا على يد هؤلاء الجنود .
وواصل التفكير حتى أرشده عقله إلى قيصر ، وهو ملك عظيم نصراني على نفس دين هذا القوم ، وتمكن من الوصول إليه وطلب منه أن ينصره على “ذي نواس” وسرد له القصة كاملة ، فغضب غضبا شديدا لأنه كان شديد التدين ، وقال لهذا الرجل أنه يكلفه بتوصيل رسالة إلى النجاشي ملك الحبشة ( موجودة بالقرب من اليمن) ، والنجاشي أيضا نصراني ، وأكد له قيصر أنه بالتأكيد سينصره ، لذلك وافق دوس على هذا ، وحمل رسالة محتواها “انصر دوس ذوثلعبان” من القيصر إلى النجاشي .
وصول الرسالة إلى النجاشي :
وعندما وصلت الرسالة إلى النجاشي غضب غضبا شديدا لما أصاب النصارى على أيدي ” ذي نواس ” ، وقام بتجهيز جيشا كبيرا مكونا من 70 ألف ، ولم تشهد الجزيرة مثله أبدا ، وعلى رأس هذا الجيش ” أرياط ” ، ومعهم أيضا ”
أبرهة
” ، واستعد الجيش وانتقل عبر البحر من الحبشة إلى اليمن ، ودرات المعركة بين الأحباش بقيادة أرياط واليمن بقيادة ذي نواس ، وتم هزيمة ذي نواس بالفعل ، لكنه فر إلى البحر ولم يستسلم ، ولكنه جيش الحبشة تبعوه في البحر حتى قام بالإنتحار بداخله ، وذلك لأنه خشي أن يموت على يد عدوه ، كعادة ونخوة العرب ، وبذلك قام الأحباش بالسيطرة على اليمن “وهذا هو السبب الرئيس لدخول الأحباش
اليمن
” .
وقام النجاشي بتولية أرياط على اليمن وقام بحكمها ، ولكنه كان حاكما ظالما ، ظلم جميع الناس بما فيهم أهل الحبشة الذين رافقوه من الجيش ، ولكن أبرهة لم يصبر ، وقام بجمع عدد كبير من قادة الجيش وتفرقته ، واستطاع إعلان ثورته على أرياط الحاكم الظالم ، والتقا جيشا الحبشة بقيادة أرياط وأبرهة ، وقبل القتال طلب أبرهة التحدث إلى أرياط ، وقال له أن الأحباش سيتقاتلون وهذا سيسبب ضعفهم وإعطاء فرصة لأهل اليمن للسيطرة مجددا ، وأختار أبرهة أن يتقاتل مع أرياط رجلا لرجل ، والحكم للفائز ، وبالفعل وافق على ذلك ، وأستطاع أرياط تسديد ضربة لأبرهة شقت أنفه ، ومن هنا جاءت التسمسة ” أبرهة الأشرم” ، ولكن تمكن أبرهة من الهجوم عليه وقتله وأصبح هو المسيطرعلى حكم اليمن .
دخول الأحباش اليمن:
وصلت أخبار تقاتل الأحباش معا إلى النجاشي ، ولكنه غضب غصبا شديدا لأن أبرهة لم يحسب حسابه وقاتل واليه ” أرياط ” ، فجهز جيشه وأقسم أن يجز شعر أبرهة ويدوس اليمن برجليه ، وعندما سمع أبرهة بنيته ، قام بحلق شعره بنفسه وأرسله مع تراب اليمن إلى
الحبشة
، وأرسل إليه قائلا : يا نجاشي لقد بررت بقسمك, فهذا تراب من اليمن فدس عليه وهذا شعري قد حلقته بنفسي, وما فعلت ما فعلت إلا لما ظلمنا أرياط, وأنا تابع لك وخادمك وموالٍ لك وما زلت تحت إمرتك, فوافق النجاشي على هذا طالما أن أبرهة ما زال خاضعاً له, وانتهت المسألة عند هذا الأمر .
ونظرا لخوف أبرهة من النجاشي الذي لم ينته ، وتمجيدا لعظمته ومكانته ، أمر أبرهة ببناء كنيسة هائلة في اليمن وأطلق عليها (القليس ) ، وعندما فرع نمن بناءها أرسل إلى النجاشي وقال له: لقد بنيت لك كنيسة عظيمة وسآمر العرب أن يحجوا إليها, وأرسل إلى قبائل العرب يأمرهم بالحج إلى القُليس.