أنواع القروض الخارجية وأعباءها
كما عهدنا في اقتصاديات الدول المختلفة توجد غالبا العديد من المنغصات التي تطرأ على الشعوب وتسبب لهم الفقر وضيق ذات اليد، وهنا تلجأ الدول للإقتراض من البنوك القومية وبيع
السندات
وأذون الخزانة وطلب التبرعات والمنح وغير ذلك من محاولات حل الأزمة، إلا أنها في النهاية إذا لم تجد بدا من أن تلجأ للاقتراض من الخارج، والاقتراض من الخارج له العديد من العيوب وكذلك له عدة أنواع نوضحها فيما يلي.
المقصود بالقروض الخارجية
1- القروض الخارجية هي تلك المبالغ المالية التي تطلب دولة ما أن تقترضها من دولة أخرى بسبب انهيار اقتصادها الداخلي، وغالبا لا تزيد مدة القرض فيها عن سنة واحدة، وتكون مستحقة الأداء للجهة المقرضة عن طريق الدفع بالعملات الأجنبية، أو عن طريق تصدير السلع والخدمات إليها، كما أن سداد القرض يكون إما عن طريق الحكومات الوطنية أو الهيئات الرسمية المتفرعة عنها، أو عن طريق الهيئات العامة الرسمية الضامنة لالتزامات هؤلاء الأفراد والمؤسسات الخاصة.
2- هناك تعريف آخر وضعه البنك الدولي للقروض الخارجية، حيث وصفه بأنه ذلك الدين الذي تبلغ مدة استحقاقه الأصلية أو المحددة أكثر من سنة واحدة، وهو مستوجب لأفراد أو لهيئات من غير المقيمين ويسدد بعملات أجنبية أو بسلع وخدمات”.
أنواع القروض الخارجية
هناك ثلاثة أنواع رئيسية للقروض الخارجية التي تلجأ إليها الحكومات المختلفة، وتتتنوع تلك
القروض
حسب الجهة المانحة للقرض كما يلي :
1- القروض الحكومية، وتكون عبارة عن قروض يتم منحها من طرف حكومة أجنبية إلى حكومة أخرى، وتكون موثقة على مستوى الوزراء في الدولتين.
2- القروض المتعددة الأطراف، ويتم منحها للحكومات من خلال منظمات دولية لديها من الثراء ما يؤهلها لإقراض دول كاملة.
3- القروض الخاصة، وهي التي يتم منحها إلى حكومات أو مؤسسات رسمية عامة أو خاصة من خلال
بنوك أجنبية
خاصة.
أعباء القروض الخارجية
1- وجوب السداد بمواعيد محددة:
من أبرز عيوب تلك القروض الخارجية أنه لابد من سدادها وفق بنود مكتوبة في العقد، وهي تشكل الالتزامات الواجب الوفاء بها على مدى فترة القرض المتفق عليها، وتلك المواعيد تختلف من قرض لآخر، حيث قد تكون الديون تلك قصيرة المدى وهي التي لا تزيد مدتها عن سنة واحدة، أو قد تكون متوسطة وهي التي تكون أكثر من سنة وأقل من سبع سنوات، أو تكون طويلة المدى والتي تتخطى السبع سنوات وتصل في بعض الأحيان إلى أكثر من عشرين سنة.
2- دفع الفوائد وأقساط القرض:
تعتبر تلك الفوائد التي يتم دفعها بشكل دوري كما هو محدد في العقد أحد أبرز سلبيات وأعباء القروض الخارجية، حيث يجب على الدول المدينة قبل اتخاذ القرارات الخاصة بعقد القروض، أن تدرس بدقة مدى العبء الذي سينشأ عنها، وكذلك مدى قدرة الدولة على الوفاء وتغطية الأعباء الناشئة عن التمويل الخارجي في السنوات المقبلة، والمتمثلة في الأقساط المدفوعة والمتفق عليها في العقد للجهة الدائنة.
3- تعرض الدول للاحتلالات العسكرية:
تعتبر ظاهرة الاقتراض الخارجية من أقدم الظواهر الاقتصادية، حيث ارتبطت بالتبادل الدولي منذ قديم الأزل، ولم تكن مشكلة المديونية تتعدى آنذاك حدود الدائن والمدين، وكانت تنتهي بالسداد أو بالاحتلال العسكري، والاحتلال العسكري يحدث في الغالب إذا ما عجزت الدول المدينة عن الوفاء بسداد فوائد الدين أو سداد أقساطه، وحينها كما هو مدون في العقد تلجأ الدول للحصول على مستحقاتها من خلال عوائد إحدى المؤسسات في تلك الدولة وتبدأ في احتلالها عسكريا.
مما سبق نعلم أن القروض الخارجية وإن كانت تحل أزمة الدولة في الوقت الراهن إلا أنها لا شك تتسبب في الكثير من المشكلات والأزمات التي قد لا يحمد عقباها، إذا مالم تستغل الدول تلك القروض في إنتاج وتصنيع وتطوير مصادر تمويل جديدة.