حديث البطاقة وفضل لا إله إلا الله
قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «إن الله سيخلص رجلًا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلًا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: أحضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ ، فقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء» [حديث صحيح]
معنى لا إله إلا الله
يقول فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في معنى شهادة أن لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، وهي تنفي الإلهية بحق عن غير الله سبحانه وتعالى، وتثبتها بالحق لله وحده، كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحج: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [سورة الحج: 62]، وقال سبحانه في سورة المؤمنين: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:117]، وقال عز وجل في سورة البقرة: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة:163]، وقال في سورة البينة: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة:5]، والآيات في هذا المعنى كثيرة؟
فضل لا إله إلا الله
لا شك أن هذه الكلمة وهي لا إله إلا الله هي أساس الدين، وهي الركن الأول من أركان الاسلام ، مع شهادة أن محمدًا رسول الله، كما في الحديث الصحيح عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت»، وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صل الله عليه وسلم لما بعث معاذًا رضي الله عنه إلى اليمن، قال له: «إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم».
شروط لا إله إلا الله
1. العلم بمعناها المنافي للجهل، وهو أنه لا معبود بحق إلا الله.
2. اليقين المنافي للشك، أي لابد على قائلها أن يكون على يقين بأن الله سبحانه وتعالى هو المعبود الحق.
3. الإخلاص؛ وذلك بأن يخلص العبد لربه جميع العبادات، ولا يصرف منها شيء لغير الله.
4. الصدق، ومعناه أن يقولها وهو صادق في ذلك.
5. المحبة، ومعنها أن يحب الله عز وجل.
6. الانقياد، ومعناه أن يعبد الله وحده وينقاد لشريعته ويؤمن بها.
7. القبول لما دلت عليه من إخلاص العبادة لله.
8. الكفر بما يعبد من دون الله، ومعناه أن يتبرأ من عبادة غير الله.
هل من قال لا اله الا الله لا يدخل النار
هذه الكلمة العظيمة لا تنفع قائلها ولا تخرجه من دائرة الشرك، إلا إذا عرف معناها وعمل بها وصدق بها، وقد كان المنافقون يقولونها وهم في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم لم يؤمنوا بها ولم يعملوا بها، وهكذا اليهود تقولها وهم من أكفر الناس لعدم إيمانهم بها، وهكذا عباد القبور والأولياء من كفار هذه الأمة يقولونها وهم يخالفونها بأقوالهم وأفعالهم وعقيدتهم، فلا تنفعهم ولا يكونون بقولها مسلمين؛ لأنهم ناقضوها بأقوالهم وأعمالهم وعقائدهم.