أنواع الإدارة بالمجاملات وسلبياتها
مع تطور العلوم الإدارية وعلم
إدارة الأعمال
وكذلك علوم النفس التي تدرس قرارات وتصرفات المديرين، بدأ يظهر على الساحة شكل جديد من الإدارة وهو موجود منذ القدم إلا أنه فاق كل التوقعات وانتشر مؤخرا، ألا وهو الإدارة بالمجاملات، وبالفعل هنالك في علم الإدارة نجد العديد من الأشكال المختلفة لإدارة المؤسسات؛ حيث توجد الإدارة بالأهداف، والإدارة بالأهداف والنتائج، والإدارة بالمشاركة، والإدارة بالإنجازات أو النتائج، والإدارة بالأفكار، والإدارة بالجودة الشاملة، والإدارة بالقيم، وغيرها الكثير والكثير من انواع الإدارات، ولكن مصطلح الإدارة بالمجاملات ظهر وانتشر مؤخرا ونوضحه فيما يلي.
تعريف الإدارة بالمجاملات
الإدارة بالمجاملات هو مصطلح مركب سهل وبسيط يشير إلى تلك المنظومة الإدارية التي لا تعمل بأي أسلوب إداري معروف ويتم تدريسه، بينما تعمل بعشوائية، ولا يوجد لديها أدنى رغبة في الاطلاع على السبل الحديثة في الإدارة وفهم تلك الأساليب الإدارية الصحيحة التي تنهض بالمؤسسة ككل، لكنها فقط تنحصر في الشكل الإداري الذي يطبق مفهوم المجاملات داخل المؤسسة، بحيث تسير الأمور والإجراءات بشكل ودي للغاية لا يتطلب رسميات وتوثيقات وما إلى ذلك.
أنواع المجاملات في الإدارة
1- المجاملة في التعيين:
وتكون تلك أول أنواع المجاملة حيث يختار المدير أو غيره من أعضاء مجلس الإدارة أحد الأقرباء منه، ويقرر تعيينه داخل المؤسسة لمجرد أنه على علاقة وثيقة به كصلة قرابة أو صداقة بغض النظر عن كفاءته ومدى إتقانه للعمل، وما تخصصه وهل يحتاجه المكان بالفعل أم لا.
2- المجاملة في الترقية:
وهي من أبرز مشكلات المجاملات في الغدارة؛ حيث يلجا الأشخاص في منصب الإدارة لترقية المقربون منهم على خلفية الولاء والسمع والطاعة حتى لو في الباطل، وليس على خلفية المهارة والكفاءة والإنجاز في العمل.
3- المجاملة في التقييم:
وهذا النوع من المجاملة غالبا ما يكون متاحا لمشرف العامل أو للرئيس المباشر لأي مجموعة من الموظفين، بحيث يتخير الأقرب له من بينهم ليعطيه تقييما أفضل في تقريره الدوري عن مرؤوسيه.
سلبيات الإدارة بالمجاملات
1- انعدام العدالة المهنية:
عندما تدار مؤسسة من خلال المجاملات؛ فإن العادلة بين العاملين بنفس المؤسسة تنعدم بحيث يكون هنالك تفرقة في المعاملة والترقيات والأجور بين شخص وآخر لمجرد أنه مقرب من مديره.
2- اتساع الفجوة بين الزملاء:
وتلك نتيجة مباشرة مترتبة على النتيجة الأولى؛ حيث أن عدم وجود عدالة داخل المؤسسة يترتب عليها غضب الموظفين من بعضهم البعض وانتشار الحقد والضغينة بينهم.
3- انحدار مستوى الشركة:
في تلك المؤسسات التي تقوم على المجاملات غالبا ما يكون موظفيها موجودين حسب ولائهم ومدى تقربهم من مديريهم وليس وفق مدى مهاراتهم وكفاءاتهم، وهذا لا محالة سيؤدي انهيار مستوى الشركة لأنها لا تهتم بالخبرة والتخصص والكفاءة قدر اهتمامها بالعلاقات.
4- انتشار الفساد:
الإدارة بالمجاملات قد تستدعي تمرير صفقات وتعاملات مع جهات سيئة لمجرد أن القائمين على تلك المؤسسات السيئة مقربين من مدير المؤسسة التي تعمل بالمجاملات، وبناء عليه قد يتم تمرير شحنات أو إجراءات مجحفة يتسبب على إثرها فساد كبير.
5- سوء سمعة المؤسسة:
عندما ينتشر عن شركة ما أنها تدار فقط بالمجاملات وأنه لا توجد لديها سياسة واضحة للتقدم والنمو والازدهار، وأنها لا تحمل خطة واستراتيجية مناسبة تسير على أساسها فيما يتعلق بالتوظيف أو التقييم أو التقويم أو
التدريب
وما إلى ذلك من أمور تحدث داخل المؤسسة، فلا شك أن اسم الشركة وسمعتها في السوق ستنحدر بشدة وما قد يترتب على ذلك من رفض الكثير من العملاء والشركاء التعامل معها بشكل او بآخر.
6- انهيار المؤسسة بالكامل:
ولا شك أن كل تلك السلبيات مع مرور الوقت ستتسبب لا محالة في حالة إفلاس وانهيار تام للشركة، وهو ما نراه يوميا لدى معظم الشركات التي كانت تدار في الماضي بتلك الطرق الملتوية.