حول رواية زمن الخيول البيضاء لـ إبراهيم نصرالله
اعتبر النقاد والقراء رواية ( زمن الخيول البيضاء ) للكاتب الكبير إبراهيم نصرالله واحدة من أهم الروايات التي كتبت عن الأراضي الفلسطينية ، مما جعل البعض يطلق عليها لقب ( الإلياذة الفلسطينية ) لما تحتوي من تناول مميز للتاريخ الفلسطيني بلغة مؤثرة تلمس القلوب وتحفر في الوجدان ، وقد صدرت الرواية خلال الذكرى الستين لذكرى الاحتلال الفلسطيني .
نبذة عن أحداث الرواية
اختار الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصرالله أن يقسم روايته ( زمن الخيول البيضاء ) إلى ثلاثة فصول رئيسية ، وتدور أحداث الرواية من داخل قرية صغير يعيش أهلها في سلام ، وخلال النكبة والاحتلال الإسرائيلي إلى
فلسطين
ظلت هذه المدينة الصغيرة تقاوم حتى بعد أن أنقطع عن أهلها الطعام والامدادات ، ويرمز الكاتب خلال الرواية للجانب الإسرائيلي والإنجليزي بفئة الفلاحين الذين يحاولون أن ينهشون خيرات الأرض ، واستطاع الكاتب إبراهيم نصرالله أن يجمع في هذه الرواية كل التفاصيل والاحداث التي عاشها المجتمع الفلسطيني على مدار أكثر من 129 عام .
وحققت الرواية نجاح كبير منذ صدورها في عام 2007 ، كما أنها ترجمت للغة العربية ، كما رشحت لجائزة العالمية للرواية العربية (
البوكر
) في عام 2009 .
نبذة عن الكاتب
يعد إبراهيم نصرالله واحد من أهم الكتاب الفلسطينيين في الوقت المعاصر ، وولد في عام 1954 في العاصمة الأردنية عمان ولكن أصوله فلسطينية ، حيث ولد لأب وأم فلسطينيين ، وحصل نصرالله على دبلوم التربية وعلم النفس عام 1976 من مركز تدريب عمان لإعداد المعلمين ، وبالفعل بداء حياته كمدرس في المملكة العربية السعودية بعد تخرجه مباشرة ، وبعد ذلك عمل في أحد الجرائد الأردنية كصحفي .
أهم مؤلفات الكاتب
– الخيول على مشارف المدينة عام 1980
– نعمان يسترد لونه عام 1984
– أناشيد الصباح عام 1984
– الفتى والنهر والجنرال عام 1987
– عواصف القلب عام 1989
– حطب أخضر عام 1991
– فضيحة الثعلب 1993
– الأعمال الشعرية (مجلد) عام 1994
– شرفات الخريف عام 1996
– كتاب الموت والموتى عام 1997
– بسم الأم والابن عام 1999
– مرايا الملائكة 2001
– حجرة الناي 2007
– لو أنني كنت مايسترو 2009
– عودة الياسمين إلى أهله سالما: مختارات من قصائده القصيرة: 2011
– أحوال الجنرال: مختارات من قصائده الملحمية الطويلة: 2011
– (على خيط نور.. هنا بين ليلين) 2012
مقتطفات من رواية زمن الخيول البيضاء
– – إذا خسر اليهود فإنهم سيعودون إلى البلاد التي أتوا منها، أما إذا خسرنا نحن، فسنخسر كل شيء .
– كثرة الأحزان يا عمي جعلت الناس مفاجيع أفراح .
– المرء لا يستطيع أن يفقد شيئاً هو في الأصل لغيره، وإلا سوف يعذب نفسه مرتين، مرة بجهله ومرة بفقدان ما ليس له .
– كان والِدي رحمه الله يردد دائماً: لا يمكن لأحد أن ينتصِر إلى الأبد، لم يحدث أبداً أن ظلّت أمّة منتصِرة إلى الأبد. ودائماً كنت أفكّر فيما قاله، لكنني اليوم أحِسّ بأن شيئاً آخر يمكن أن يُقال أيضاً وهو أنني لست خائفاً من أن ينتصِروا مرة ننهزم مرة أو ننتصر مرة وينهزموا مرة، أنا أخاف شيئاً واحداً؛ أن ننكسر إلى الأبد، لأن الذي ينكسر للأبد لا يمكن أن ينهض ثانية، قل لهم احرصوا على ألا تُهزموا إلى الأبد .
– لم نكن نعرِف الخوف أبداً. تسألني لماذا؟ لأننا كنا على يقين من أن الروح التي وهبنا إياها الله، هو وحده الذي يستطيع أن يأخذها، و في الوقت الذي حدده الله، لا الوقت الذي حدده الإنجليز أو أي مخلوق على وجه الأرض .
– لم يخلق الله وحْشاً أسوأ من الإنسان، و لم يخلق الإنسان وحْشاً أسوأ من الحرب .
– تحبها إلى ذلك الحدّ الذي لم تجد فيه وسيلة للاحتفاظ بها سوى هجرها .
– لا يمكن لأحد أن ينتصر إلى الأبد، ولم يحدث أبداً أن ظلت أمة منتصرة إلى الأبد…لكنني اليوم أحس بأن شيئاً آخر يمكن أن يقال أيضاً وهو أني لست خائف من أن ينتصروا مرة وننهزم مرة أو ننتصر مرة وينهزموا مرة، أنا أخاف شيئاً واحداً وهو أن ننكسر إلى الأبد، لأن الذي ينكسر للأبد لا يمكن أن ينهض ثانية، قل لهم احرصوا على ألا تُهزموا إلى الأبد .
– إن من يبكي على شاب يستشهد لا يستطيع أن يوقف هجرة اليهود لفلسطين أو يطرد الانجليز منها.
– اذا ما آمن الرجال أن أعمارهم أطول من عمر الامبراطوريات سيعمرون أكثر منها .
– كان بعض الناس يحملون سلاحاً وبعضهم أعزل تماماً. كنت إذا سألتَ الأعزل: لماذا أنت هنا؟ كان يقول لأسعف الجريح، وأعود بالشهيد إلى أهله .
– لم نكن نعرف الخوف أبدا تسألني لماذا؟ لأننا كنا على يقين من أن الروح التي وهبنا إياها الله هو وحده الذي يستطيع أن يأخذها وفي الوقت الذي حدده الله لا الوقت الذي حدده الإنجليز أو أي مخلوق على وجه الأرض .
– الموت هو العتمة وفي العتمة يعيش .
– لست خائفاً من أن ينتصروا مرة وننهزم مرة أو ننتصر مرة وينهزموا مرة، أنا أخاف شيئاً واحداً أن ننكسر إلى الأبد لأن الذي ينكسر للأبد لا يمكن أن ينهض ثانية، قل لهم احرصوا على ألا تُهزموا للأبد .
– وما علاقتنا نحن بجيش
هتلر
، فأنتم الذين تعتدون علينا وتريدون إخراج الناس من بلادهم .
– لن أجادِلك. ولكني أعدك بأننا سنعاملكم معاملة الدول وليس معاملة العصابات كما تسموننا. ثم إن قضيتكم ليست هنا، فأنتم تقاتلون على أرض غيركم، وربما كان الأفضل لكم أن تعودوا لتقاتلوا الجيش البريطاني في بلادكم، الجيش البريطاني الذي نجحنا هنا بالتخلّص منه وإعلان استقلالنا .