القصيدة المحمدية للامام البوصيري
تسابق الشعراء العرب في
مدح رسول الله
، منذ عهد الرسول صلى الله عليه و سلم، و حتى يومنا هذا، و من أشهر القصائد في مدح رسول الله هي القصيدة المعروفة باسم القصيدة المحمدية، و كاتبها هو الامام البوصيري، و الذي له أيضا عدة قصائد في مدح الرسول صلى عليه و سلم منها البردة المحمدية.
من هو الامام البوصيري؟
الامام البوصيري اسمه الكامل هو محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، من مواليد 7 مارس عام 1213م، و قد ولد الامام البوصيري في محافظة بني سويف في صعيد مصر، في بلدة اسمها بوصير، و هي التي ينسب إليها الامام بلقب البوصيري، أما عن لقبه الصنهاجي فهي نسبة إلى قبيلة صنهاجة التي أتى منها الامام البوصيري، و هي واحدة من أكبر القبائل الأمازيغية، و قد تربى الامام تربية دينية، و اهتم أبوه بتحفيظه القرآن منذ الصغر، و قد قرأ البوصيري كثيرا في السيرة النبوية، و كتب كثيرا في مدح
النبي صلى الله عليه و سلم
، و له أعمال كثيرة منشورة، و قد توفي عن عمر يناهز 87 عاما، في مدينة الاسكندرية بمصر عام 1295م.
نص القصيدة المحمدية في مدح رسول الله
مُحمَّدٌ أشْرَفُ الأعْرابِ و العَجَم
مُحمدٌ خيرُ مَن يمْشِى على قدمِ
مُحمَّدٌ باسط المعروفِ جَامِعة
مُحمَّد صاحِب الإحْسَانِ و الكرَمِ
مُحمَّدٌ تاج رُسْل الله قاطِبة
مُحمَّدٌ صادِقُ الأقوالِ و الكلِمِ
مُحمَّد ثابت الميثاق حافظُه
مُحمَّدٌ طَيِّبُ الأَخلاق و الشِّيَمِ
مُحمَّدٌ رُويَتْ بالنوُر طِينته
مُحمَّدٌ لم يَزلْ نور اًمن القِدَم
مُحمَّدٌ حَاكِم بالعَدْل ذو شرَفٍ
مُحمَّدٌ مَعْدِن الأنعام و الحِكم
مُحمَّدٌ خيْرُ رُسْل الله مِن مُضر
مُحمَّدٌ خيْرُ رُسْل اللهِ كُلِّهِمِ
مُحُمَّد دِينُه حَق ندِين بهِ
محمَّدٌ مُجْمِلاً حَقا على عَلَم
مُحمدٌ ذِكْرُهُ رَوْحٌ لأنفسنا
مُحمَّدٌ شكْرُهُ فرض على الأمَم
مُحمَّدٌ زينة الدنيا وبَهْجَتُها
مُحمَّدٌ كاشِفُ الغُمات و الظلَم
مُحمَّد سَيد طابتْ مَناقِبَه
مُحمَّدٌ صَاغه الرَّحْمَن بالنِّعم
مُحمَّدٌ صَفوة البَارى و خيرته
مُحمَّدٌ طاهِرُ مِن سَائِر التُهم
مُحمَّدٌ ضاحِكٌ للضَّيفِ مُكْرِمُهُ
مُحمَّدٌ جارُه و اللهِ لَمْ يُضَم
مُحمد طابت الدنيا ببعثه
مُحمَّدٌ جاءَ بالآيات و الحِكَم
مُحمدٌ يوم بعث الناس شافِعُنا
مُحمَّدٌ نورُهُ الهَادِى من الظُلَم
محمد قائِم لله ذو هِمَم
مُحمَّد خاَتِمٌ لِلرُسْل كلهم
قصائد الامام البوصيري الأخرى في مدح رسول الله
يقول في مطلع قصيدة بائياته الثلاث:
وافاكَ بالذنب العظيم المذنبُ خجلا يُعنفُ نفسَه ويُؤنِّـبُ
و يقول قي قصيدة أخرى:
بمدح المصطفى تحيا القلوبُ وتُغتفرُ الخـطايا والذنوبُ
و يقول البوصيري كذلك:
أزمعوا البين وشدوا الركابا فاطلب الصبر وخلِّ
و يقول في قصيدته الحائية مناجيا الله تعالى:
يا من خـزائن مـلكـه مملوءة كرمًا وبابُ عطائه مفتـوح
ندعوك عن فقر إلـيـك وحاجة ومجال فضلك للعباد فسـيح
فاصفحْ عن العبد المسيء تكرُّمًا إن الكريم عن المسيء صفوح
و يبدأ قصيدته الدالية بقوله:
إلهي على كل الأمور لك الحمد فـليس لما أوليتَ من نعمٍ حـدُّ
لك الأمر من قبل الزمان وبعده وما لك قبل كالزمــان ولا بعدُ
وحكمُك ماضٍ في الخـلائق نافذ إذا شئتَ أمرًا ليس من كونه بُدُّ
و من قصائده الشهيرة أيضا بردة البوصيري، و التي يمدح فيها رسول الله، و قد سماها الكواكب الدرية في مدح خير البرية، و هي مكونة من 160 بيت شعري، و يقول فيها:
أَمِـنْ تذكّر جيـرانٍ بذي سلم مزجتَ دمـعًا جرى من مقلـة بدم
أم هبت الريحُ من تلقاء كاظمةٍ وأومـضَ البرقُ في الظلماء من إِضَـم
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا وما لقلبك إن قلت استفق يهم