الشخصية العصابية الانصياعية و طريقة علاجها
في الكثير من الأوقات نجد أشخاص ، تحركهم الروح السلبية ، لا يهتمون مطلقا بحقوقهم ، و لا يحاولون التعبير عن مشاعرهم الداخلية ، و لا حتى عن مبادئهم و أفكارهم ، فنشعر أن هؤلاء الأشخاص هم دائمون الانصياع ، وراء رغبات الآخرين ، دائمون التفكير بهم و الاعتذار لهم ، حتى و أن كانوا غير مخطئين ، فتلك هي الشخصية العصابية الانصياعية .
من هو صاحب الشخصية العصابية الانصياعية
– مريض الشخصية العصابية الانصياعية هو ذلك الشخص ، الذي يعاني من مشكلة كبيرة ، في توكيد ذاته فلا يمكنه أبدا التعبير عن رغباته و احتياجاته ، بل و حقوقه أيضا ، و يحاول بشكل مستمر الالتفات لما يرغب به الآخرين ، و الأهتمام بهم ، حتى و أن كان هذا الأمر عكس رغباته و اهتماماته ، هو كما أنه يبالغ في الأعتذار للآخرين ، عن ما فعله و ما لم يفعله ، و على الرغم من ذلك فأبسط المواقف ، من الممكن أن تثير إنفعاله ، حتى أنه في العديد من المواقف ، يشعر و كأنه على حافة الجنون ، يشعر أيضا في العديد من الأوقات ، بعجزه على تغيير الأوضاع التي تثيره و تضايقه .
– هذا الشخص يشعر دائما بتضارب شديد ، فيما هو بداخله و هذا التضارب يظهر أمام الجميع ، على أنه سلبية في حين أنه أن أطلق العنان ، لما يدور بداخله فسوف يكون ، من أكثر الأشخاص عدوانية .
– من أكثر ما يميز هذا الشخص ، أنه على عكس باقي
الاضطرابات النفسية
، فهو سريع الثقة فيمن حوله ، حتى و أن لم يكن يعرف من يثق بهم ، و بذلك فهو موضع إستغلال الكثيرين .
مفهوم الحب لدى الشخصية العصابية الانصياعية
– مفهوم الحب لدى هذه الشخصية ، يتسم بعدم النضج ، فمن أكثر الأشياء التي تساعد على تهدئته ، أن يشعر ب
الحب
و التقبل من الآخرين ، و لكن هذا الأمر لا يرضي حاجته المستمرة ، و جهوده المضنية في البحث عن أشخاص جدد ، حيث أنه لا يرضي نفسه سوى الشعور بتقبل الجميع له .
– على الرغم من تلك العدائية التي تكمن بداخله ، إلا أنه يشعر برغبة قوية في إخفائها ، فضلا عن هروبه المستمر من أن يكون محطا للمنافسة ، مع أي شخص آخر لذا يبدو صاحب شخصية غير محورية ، لا يضعها الآخرين في الحسبان .
– يتسم هذا الشخص أيضا بالتبعية ، فلا يمكنه إتخاذ قرارات أو التواجد في أي موقف قيادي ، فبمجرد أن يجد الشخص الذي يحتمي به فسوف يكون مجرد تابع لهذا الشخص ، يعمل على ترديد آرائه فقط دون حتى التفكير بها .
طريقة علاج هذا الشخص
يعتمد علاج هذا الشخص على
العلاج السلوكي
المعرفي ، كأساس للعلاج و ذلك لأنه لابد أن يعي العديد من المفاهيم ، التي يعاني من خلل بالغ فيها و يتفهم هذه المفاهيم ، و يعمل على أساسها و لابد للمعالج النفسي أن يتابع تطوره ، و تطور نضج هذه المفاهيم في مخيلته ، حتى يتمكن من علاجه على النحو الأمثل .
مفاهيم لابد أن يدركها هذا الشخص
– لابد أن يعي هذا الشخص أن جميعنا مختلفون ، و أن توافقنا مع الغير و احترامنا له و لمعتقداته لا يعني ، أبدا الانصياع لرغباته دون تفكير .
– تلك الشخصية أيضا لابد أن تعي أن النجاح لا يتفق مع الموافقة باستمرار ، فحتى يتمكن من تنمية شخصيته و زيادة نجاحه ، لابد أن يفهم كل من مفهومي المعارضة و الأختلاف ، و يعي كيفية تطبيقهم في المواقف .
– توكيد الذات من أهم سمات الشخصية ، التي تستطيع الحفاظ على توازنها و لابد أن يسعى لذلك .
– إرضاء الآخرين ليس أمرا سئ و لا خطأ لابد من إصلاحه ، و لكنه لابد أن يعرف أنه ليس بالضرورة ، أن يقضي على رغباته في سبيل إسعاد الآخرين .