مع ظهور علوم

إدارة الأعمال

وانتشار مبادئ التنمية البشرية في معظم المؤسسات بحيث أصبحت تسيطر عى فكر الكثير من المديرين، نجد أن هنالك أساليب جديدة في الإدارة بدأت تظهر على الساحة المهنية والإدارية، وأخذت تفرض نفسها بقوة في طريقة التعامل مع الموظفين والعملاء والجمهور، ةمن ضمن تلك الأساليب ما يسمى بالإدارة بالأخلاق.

مفهوم الادارة بالأخلاق

مفهوم إداري حديث يشير إلى إمكانية إدارة المؤسسات عبر معايير أخلاقية بعيدا عن الترغيب والترهيب والثواب والعقاب والأوامر والقرارات الجادة الجافة، بحيث يفترض هذا النوع من الإدارة أن يكون المدير على خلق يجذب به الموظفين للعمل ويشجعهم على الإنتاج، ويكون قدوة لهم في ذلك.

فعلى سبيل المثال تعويد الموظفين على أن يكون الضمير والصدق والإخلاص هو أساس العمل، و

احترام الآخرين

كذلك هو أساس التعامل ببن الموظفين بعضهم البعض، ويجب أن يكون المدير نموذجا وقدوة لذلك ولا يفعل عكس ما يطلب.

مقومات الإدارة بالأخلاق

لكي ينجح المدير في أن يقود مؤسسته بتلك الطريقة، يجب أن تتوافر فيه عدة مقومات؛ حتى يستطيع السيطرة على الموظفين ويضمن استجابتهم إليه، ومن تلك المقومات ما يلي :

1- يجب أن يكون قدوة فيما يريد، بمعنى أنه عندما يطلب من موظفيه شيئا ما لابد وأن يكون هو سباقا في فعله.

فإذا طلب منهم الالتزام بالمواعيد، يجب عليه أن يكون كذلك هو أيضا، وإذا طلب إتمام عملهم والقيام به على أجمل وجه، فيجب عليه أن يكون ملتزما بدفع رواتبهم كاملة دون تأخير أو إجحاف، وهذا الأسلوب يطلق عليه مصطلح “طبق أولا” أي أن المدير يجب أن يطبق ما يريده أولا ثم ينظر ما سيفعل موظفوك.

2- العدالة:

يجب عند تطبيق أسلوب الإدارة بالأخلاق أن تكون العدالة سائدة بين مختلف أفراد المؤسسة، وأن تكون المعاملة واحدة بلا تفرقة لا في الأجر ولا في التقدير المعنوي ولا في التكليفات المهنية الموكلة إليهم.

3- الشفافية :

وهي من أبرز متطلبات ضمان استجابة العاملين للمدير، والشفافية تعني الوضوح في اتخاذ القرارات وفي عرض التقارير التقيمية لأداء الأفراد والمؤسسة بشكل عام، ووضوح المصروفات والعوائد والأرباح.

4- نشر القيم والاخلاق داخل المؤسسة:

ويمكن اللجوء لتلك الحيلة عبر لافتات ونصائح وإرشادات تعلق في مداخل ومخارج الشركة وفي مواقع العمل، كما يمكن إعداد محاضرات وندوات وجلسات استماع ونصح وتوجيه للعاملين لتشجيعهم على اتباع الأخلاق الحميدة في كل تصرفاتهم داخل بيئة العمل.

وأخيرا يمكن تنظيم مسابقة دورية سنوية لمكافأة العاملين المثاليين الذين أثبتوا حسن سلوكهم مع رؤسائهم ومرؤوسيهم وزملائهم.

5- الأخلاق معيار للتقييم:

يمكن الاعتماد على معيار الأخلاق ضمن عدة معايير تقييمية للموظف، والتي على أساسها يتم منحه درجة مهنية أو ترقية أو منحة أو زيادة معينة في الراتب، وهذا يعتبر من أفضل الحلول التي تضمن تنافس الموظفين وحرصهم وسعيهم بجدية على الالتزام بكافة معايير السلوك القويم داخل المؤسسة.

مدى تطبيق الادارة بالأخلاق في الوطن العربي

الوطن العربي بالطبع من الأوطان المتدينة بطبيعتها والتي تلتزم مبادئ الحلال والحرام في مختلف أمور حياتها، ويظهر ذلك جليا في تعاملاتهم وعباداتهم، ولكن بشكل مهني نجد أن الإدارة بالأخلاق ليست منتشرة بالقدر المتوقع داخل تلك المنطقة من العالم.

فللأسف ينتشر في الوطن العربي مختلف دروب الفساد المهني و

الإهمال الإداري

والتسيب الوظيفي، وتنتشر جرائم واتهامات إهدار المال العام والرشاوى والسرقات والاختلاسات والوساطات، كما تنتشر بدرجات مرتفعة للغاية نسب التعيين بالمحسوبيات والوساطات والمصالح الشخصية التي تبنى على علاقات خفية.

وهذا لا يعني الإلتزام الأخلاقي الكامل لدى الغرب، ولكنهم ملتزمين لأقصى درجة فيما يخص إحترام العمل ومواعيده وحقوق الأفراد وواجباتهم وأنماط التعامل مع المديرين، إلى آخر ذلك من سبل الالتزام المهني.