أهمية موقع سلطنة عمان الجغرافي من الناحية السياسية

تبرز الأهمية الاستراتيجية الكبيرة لموقع عمان منذ الوهلة الأولى ، و التي تقع فيها العين على خريطة العالم ، و ذلك راجعاً إلى كون السلطنة تحتل قلب الأمة الإسلامية ، و العربية ، و عند شواطئها تنتهي الحدود الشرقية للوطن العربي ، و بناءا على ذلك الموقع ، و الذي يمثل قلب الدائرة عند مدخل الخليج العربي تشترك السلطنة في التحكم في المدخل الخاص بأغنى مناطق إنتاج البترول على مستوى العالم .

و ذلك بالطبع عن طريق مضيق هرمز ، و الذي طبقاً للاحصائيات يمر به ما هو أكثر من نسبة ستون في المائة من إمدادات العالم البترولية علاوة على أنه يمر به ما قدره نحو  نسبة تسعون في المائة من واردات اليابان من النفط ، و ما نسبته حوالي نسبة سبعون في المائة من واردات السوق الأوروبية المشتركة ، و ما قدره حوالي نسبة خمسون في المائة من احتياجات الولايات المتحدة من المواد البترولية ، و لذا يمكننا بناءا على تلك المعطيات القيام بتلمس الجوانب السياسية للمكان الجغرافي للسلطنة ضمن ثلاثة مراحل أساسية في تاريخ السلطنة .


أهمية موقع سلطنة عمان الجغرافي من الناحية السياسية :-

للموقع الجغرافي للسلطنة أهمية كبيرة بل ، و تأثير قوي الوتيرة من الناحية السياسية ، و بإمكاننا تقسيم تلك الأهمية ، و هذا التأثير القوي الدرجة من الناحية السياسية في التاريخ العماني على ثلاثة مراحل رئيسية ، و هي :-


المرحلة الأولى :-

منذ أوائل التاريخ القديم كانت تلك المناطق المجاورة لكل من الأطراف الشرقية ، و الأطراف الجنوبية الشرقية في شبه الجزيرة العربية بمثابة المكان الكبير لنشاط العديد من السلطات السياسية ، إذ قد سيطرت

سلطنة عمان

على العديد من الطرق البرية ، و الطرق البحرية ، بالعلاوة غلى الطرق التجارية الهامة ، و التي تنصب إليها أجزاء العالم القديمة المعروف في كل من قارة أسيا ، و قارة أفريقيا بالإضافة أيضاً إلى قارة أوروبا .

و الدليل على تلك الأهمية السياسة في هذه الفترة الزمنية ، حينما أصبحت أكبر الدول الإسلامية من أكبر دول العالم إذ أخذت الأطراف الخاصة بكل من الجزيرة العربية على الخليج العربي علاوة على خليج عمان تسترجع مكانتها ، و دورها المؤثر على طرق التجارة العالمية القديمة .


المرحلة الثانية

:- و هذه المرحلة تتمثل في كونها مرحلة الركود حيث قد بدأت تلك المرحلة تحديداً منذ نهايات القرن الخامس عشر الميلادي إذ قد ‏أدت أحداث كثيرة إلى حدوث حالة التدهور الكبير للغاية في الأوضاع الخاصة بالمنطقة  .


المرحلة الثالثة :-

و هي تلك المرحلة التي يعرفها المؤرخون بأن بدايتها كانت منذ منتصف القرن السابع عشر ، و بالتحديد حين ظهور دولة اليعاربة


في سلطنة عمان ، و اليت نجحت إلى حد كبير في توفير قدراً معقولاً من الحماية للسلطنة أثناء قوتها هذا بينما بدأت قوى أوروبية مثل قوى الإنجليز ، و قوى الهولنديين ، و قوى الفرنسيين تتفاعل مصالحهم ، و أطماعهم بهدف التحكم في منطقة الخليج ، و جدير بالذكر أن هذه التفاعلات قد وصلا درجة كبيرة من التشابك ، و التعقد .


الرؤية العمانية لموقع السلطنة ، و أهميته :-

لقد أدركت السلطنة أهمية موقعها الجغرافي ، و دوره السياسي القوي ، و لهذا فقد كانت دائماً ما تسعى إلى جعل منطقة الخليج منطقة سلام ، و أمان ، و هذه السياسة السليمة من جانب السلطنة لم تكن مجرد استجابة سلبية لأهمية الموقع الجغرافي فقط بل كانت استجابة لدواعي التنمية ، و التقدم ، و الرخاء ، و لهذا السبب فإننا دائماً ما نرى حرص السلطنة القوي على القيام بتنمية علاقاتها الدولية.

في خلال إنشاء علاقات متوازنة مع جميع دول العالم دون النظر لطبيعة أنظمتها السياسية أو الاقتصادية ، و لعل من أبرز الأمثلة الدالة على نجاح السلطنة في تطبيق تلك الرؤية هو ذلك الاختلاف الحادث لتوزيع السكان العمانيين في وقتنا الحالي ، و الذي قد اختلف بشكلاً كبيراُ عما كان عليه في الماضي كنتيجة لبرامج التنمية في السلطنة ، و التي قد استوعبت كل المناطق الجغرافية بالسلطنة .