التسيب الاداري ومظاهره
تتعرض الكثير من المؤسسات لسقطات عديدة نتيجة بعض التوترات الإدارية والمهنية التي تصيب مفاصل تلك المؤسسة وتدفع بها لمستنقع الفوضى والإهمال، ومن تلك التوترات ما يسمى بـ التسيب الإداري، وفيما يلي نضع تعريفا مناسبا للتسيب الإداري
تعريف التسيب الإداري
هو تلك الحالة التي لا يكون فيها أي احترام لضوابط ومعايير وقواعد وشروط وسياسة عمل المنظمة أو المؤسسة، وهي القوانين التي تم وضعها خصيصًا لتحافظ على حسن سير المؤسسة وتضمن أن يكون الأداء على الوجه الأكمل، وبناءً عليه نجد أن التسيب الإداري يتصف بالتالي :
1- المصلحة التي بها تسيب إداري لا يكون بها تنظيم وتنسيق واضح ومحدد.
2- تتصف تلك المؤسسة بعدم تدرج موظفيها في الواجبات والمسؤوليات.
3- غالبا لا تحتوي تلك المنظمة على سجلات وملفات إدارية منظمة لسير العمل.
4- تتصف كذلك بعدم وجود نظام واضح لمنح الترقيات والحوافز وكذلك فرض العقوبات، ولذلك تنتشر الفوضى والتسيب.
5- لا تسير تلك المؤسسة وفق معايير ثابتة لاختيار وتعيين وترقية الموظفين، وبالتالي ينتشر الموظفون المتسيبون عديمي الاحترام لتوقيتات الحضور والانصراف ويخرجون من عملهم متى وكيفما شاءوا.
6- الإشراف والرقابة على تلك المؤسسة يكاد ينعدم، وخاصة في الأفرع الثانوية التابعة للمؤسسة.
مظـاهر التسيب الإداري
هناك العديد من المظاهر التي تدل وتشير وتوضح وجود تسيب في
إدارة
مؤسسة ما، وتلك المظاهر يمكن حصرها فيما يلي :
1- الغياب:
إن كثرة غياب الموظفين وعدم التزامهم بالمواعيد الثابتة المقررة للحضور والانصراف، يمثل أحد أهم مظاهر التسيب، وتتعدد صور الغياب عن المؤسسات المهنية حسب العديد من المبررات التي يترتب عليها، ومن تلك الصور والمبررات :
– أن يغيب الموظف ولا يحضر لمقر عمله بدون إذن أو إجازة بذلك.
– وقد يكون غياب الموظف بأن يحضر فقط لمقر العمل من أجل التوقيع بالحضور ثم ينصرف مرة أخرى دون أن ينتظر لنهاية اليوم، ثم يأتي في اليوم التالي ويكرر نفس التصرف.
– ومن صور الغياب كذلك أن ينتقل الموظف داخل المؤسسة من مكتبه إلى المكاتب الأخرى كنوع من التسلية والترفيه مع أقرانه دون الالتزام بالمهام الموكلة إليه.
وتتعدد أسباب الغياب لتشمل الآتي :
– عدم توافر وسائل النقل والمواصلات المناسبة اللازمة لنقل الأشخاص إلى مكان العمل في التوقيت المطلوب بالضبط.
– تعرض الأشخاص لوعكات صحية تحول دون قيامهم بمهامهم المهنية الموكلة إليهم.
– تعرض الأشخاص لظروف طارئة تتعلق بإصابة أو وفاة أو وضع أو سفر أو قدوم من السفر أو حفلة أو مناسبة ما تتعلق بهم أو بأحد أفراد الأسرة أو الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء …. إلخ.
– أحيانا يكون الموظف كسول بالقدر الذي يمنعه كثيرا من الذهاب للعمل.
2- تضخم العمالة بالجهاز الإداري:
من أبرز مظاهر التسيب الإداري عدم اختيار الفريق الكفء المناسب لإدارة العمل، والاتجاه إلى تعيين عدد كبير من الموظفين بمنتهى السطحية والعشوائية، الأمر الذي يجعل المؤسسة أشبه بسوق لا يصلح معه ضبطا ولا رابطا في ظل عدم وجود رقابة حقيقية، وهو ما يترتب عليه أن تنتشر تلك الأعداد الغفيرة بشكل فوضوي كله تسيب وعدم التزام نتيجة عدم تحجيم دورهم والسيطرة عليهم بسبب كثرتهم.
3- إهمال برامج التدريب:
عند الحديث عن التسيب الإداري لا يجب أبدا أن نغفل مجال التدريب، إذ أن الموظف الغير مدرب بشكل جيد غالبا ما تكون تصرفاته عشوائية متسيبة؛ لأنه لم يخضع بالشكل الكافي لدورات تدريبية تكسيه
مهارات العمل
وضوابطه ومعاييره.
وكما أن إهمال التدريب يؤدي إلى التسيب، فأيضًا التسبب ذاته يؤدي إلى عدم الاهتمام بالموظفين ولا الاهتمام برفع كفاءاتهم ولا عرضهم على دورات تدريبية.